الأول:أنه لو وجد لتقدم بعض أجزائه بالضرورة و ليس إلا بالزمان فيتسلسل.
و رد: بأنه بالذات فإن تقدم الأمس على اليوم لا يفتقر إلى عارض.
الثاني:الزمان إما ماض أو مستقبل و لا وجود لهما، أو حاضر و لو وجد لكان غير
منقسم ضرورة امتناع اجتماع أجزاء الزمان في الوجود، و حينئذ يلزم تناهي الآنات
المستلزم لوجود الجزء الذي لا يتجزأ، و هذا بخلاف الحركة، فإن الموجود منها هو
الحصول في الوسط و هو مستمر من المبدأ إلى المنتهى، و لا يصح في الزمان للقطع بأن
زمان الطوفان لا يوجد الآن، و رد بأنا لا نسلم[2]أنه لا وجود لهما مطلقا، بل في الحال و على التبادل فإن قيل:
[1]الزمان: الوقت كثيرة و قليله، و هو
المدة الواقعة بين حادثين أولاهما سابقه، و ثانيهما لا حقة، و منه زمان الحصاد، و
زمان الشباب، و زمان الجاهلية، و جمع الزمان أزمنة، و الزمان في أساطير اليونانيين
هو الإله الذي ينضج الأشياء و يوصلها إلى نهايتها.
و الفرق بين الزمان و الدهر، و السرمد، أن نسبة المتغير إلى
المتغير هي الزمان، و نسبة الثابت إلى المتغير هي الدهر، و نسبة الثابت إلى الثابت
هي السرمد.