فيه عرض الفناء أو لا يخلق عرضا هو شرط البقاء، و العرض لا يصلح محلا
للعرض.
و ثانيا:بالقلب إذ لو لم يبق ففناؤه إما بنفسه أو بغيره.
و ثالثا:بالحل إذ يجوز أن تقتضي ذاته العدم في بعض الأحوال. و أن يكون مشروطا
بأعراض تتجدد على التبادل إلى أن ينتهي إلى ما لا بدل له، فيزول عنده، و أن يكون[1]طريان الضد و انتفاء الآخر معا كما في دخول كل من أجزاء الحلقة في
حيز الآخر، و خروج الآخر عنه، و هذا لا ينافي التقدم في العقل باعتبار العلية[2]، و أن يكون العدم الحادث
أثرا للفاعل، و لو سلم فليكن بمعنى أنه لا يفعله لا بمعنى أنه يفعل عدمه).
قال: المبحث الخامس: ذهب كثير من المتكلمين إلى أن شيئا من الأعراض
لا يبقى زمانين، بل كلها على التقضي و التجدد كالحركة و الزمان عند الفلاسفة، و
بقاؤها عبارة عن تجدد الأمثال بإرادة اللّه تعالى.
و بقاء الجوهر مشروط بالعرض، فمن هاهنا يحتاجان في بقائهما[3]إلى المؤثر، مع أن علة الاحتياج هي الحدوث لا الإمكان. احتج أهل
الظاهر منهم بوجهين.
أن العرض اسم لما يمتنع بقاؤه، بدلالة مأخذ الاشتقاق[4].
[4]الاشتقاق في اللغة هو أخذ شق الشيء،
تقول: اشتق الكلمة من الكلمة أي أخرجها منها، و هو عند أهل العربية أن تجد بين
اللفظين تناسبا في أصل المعنى و التركيب فترد أحدهما إلى الآخر.
و الاشتقاق ثلاثة أقسام: الاشتقاق الصغير: و هو أن يكون بين
اللفظين تناسب في الحروف. و الاشتقاق الكبير: و هو أن يكون بين اللفظين تناسب في اللفظ
و المعنى دون الترتيب. و الاشتقاق الأكبر: و هو أن يكون بين اللفظين تناسب في
المخرج (راجع تعريفات الجرجاني- الاشتقاق).