(الموجود عند مشايخنا إن لم يكن مسبوقا بالعدم فقديم، و هو الواجب
تعالي و صفاته، و إلا فحادث، و هو إما متحيز بالذات و هو الجوهر، أو حال فيه و هو
العرض، إذ لم يثبت وجود الجواهر[1]المجردة،
و إن لم يتم دليل امتناعها، و العرض إما مختص بالحي و هي الحياة، و ما يتبعها[2]من الإدراكات و غيرها، أو غير مختص و هي الأكوان و المحسوسات.
و عند الفلاسفة الموجود في الخارج إن كان وجوده لذاته فهو الواجب
تعالي و صفاته و إلا فالممكن، و هو إن استغنى عن الموضوع[3]أي محل يقومه فجوهر و إلا فعرض و الصورة الجوهري[4]إنما تفتقر الى المحل دون الموضوع، و معنى وجود العرض في المحل أن
وجوده في نفسه، هو وجوده في محله، لا كالجسم في المكان).
[1]جوهر كل شيء ما خلقت عليه جبلته، و
الجوهر النفيس هو الذي تتخذ منه الفصوص و نحوها.
و جوهر السيف فرنده، و قيل الجوهر هو الأصل، أي أصل المركبات و
يطلق الجوهر عند الفلاسفة على معان. قال ابن سينا: الجوهر هو كل ما وجود ذاته ليس
في موضوع أي في محل قريب قد قام بنفسه دونه بتقويمه (راجع النجاة ص 126). و قال
أيضا و يقال جوهر: لكل ذات جودة ليس في موضوع، و عليه اصطلاح الفلاسفة القدماء منذ
مجد أرسطو (راجع رسالة الحدود). و الخلاصة أن الجوهر هو الموجود لا في موضوع و
يقابله العرض بمعنى الموجود في موضوع أي في محل مقوم لما حل فيه.