(قال:المادة للصورة محل[1]و
قابل و حامل، و الصورة[2]لها
فاعل أو جزء فاعل، و لا تتقوم المادة بصورتين فى درجة، إما استقلالا فظاهر و إما
اجتماعا، فلأن القوم حينئذ هو المجموع، و هو واحد، و يجوز فى درجتين كالصورة
الجسمية و النوعية).
لما كانت الجزئية معتبرة فى مفهومي المادة و الصورة، لم يكونا مادة
و صورة إلا باعتبار الإضافة إلى المركب منهما، و إما باعتبار إضافة كل منهما إلى
الأخرى، فالمادة محل و قابل و حامل للصورة، و الصورة جزء فاعل لها بمعنى أن فيضان[3]وجود المادة عن الفاعل يكون بإعانة من الصورة ضرورة احتياج المادة
إليها مع امتناع استقلالها بالعلية، لأن المادة إنما تحتاج إلى الصورة من حيث هي
صورة، و إلا من حيث هي تلك الصورة المعينة ضرورة بقائها عند انعدام الصورة
المعينة، و الصورة من حيث هى صورة ما لا تكون واحدة بالعدد، فلا يمكن أن تكون علة
مستقلة[4]للمادة الواحدة بالعدد، و إنما لم يجعلوا المادة جزء فاعل للصورة
بناء على احتياج الصورة إليها لما تقرر عندهم من أن شأن[5]المادة القبول لا الفعل.