المبحث السادس استحالة تراقى عروض العلية و المعلولية
(قال:المبحث السادس[1]: يستحيل
تراقي عروض العلية و المعلولية لا إلى نهاية[2]سواء كان في معروضات متناهية، و يسمى دورا أو غير متناهية، و يسمى
تسلسلا[3].
أما الأول:فلاستحالة تقدم الشيء على نفسه بالمعنى الذي يصح قولنا: (وجد فوجد
على ما هو اللازم في العلية حيث يصح أن يقال)[4]: وجدت حركة اليد، فوجدت حركة الخاتم بخلاف العكس.
فإن قيل: تقدم الشيء على نفسه غير لازم، لأن المحتاج إلى الشيء
لا يلزم أن يكون محتاجا إلى ذلك الشيء، اذ العلة القريبة كافية، و إلا لزم
التخلف، و لأن الشيء يجوز أن يكون بماهيته علة لما هو علة، لما هو علة لوجوده.
قلنا: ما لم توجد البعيدة لم توجد القريبة، و ما لم توجد القريبة
لم توجد المعلول، و هو معنى الاحتياج، و ما ذكر من كون الشيء بماهيته علة لما هو
علة
[2]يعني أن العلية و المعلولية يستحيل
أن يعرضا على وجه يتصاعد عروضهما فيه إلى غير نهاية و ذلك بأن يكون ما فرضا فيه من
المعروضات كلما عرض له أحدهما عرض له الآخر بحيث لا يقف ذلك العروض على معروض يعرض
له أحدهما دون الآخر.
[3]و لا ينافي عدم التناهي في المعروض
التناهي في العدد و هو الدور.