الثالث:أن ثبوت الذوات عندكم ليس من الغير فيلزم تعدد الواجب.
الرابع:أنها غير متناهية مع أن الموجود منها متناه. فالكل أكثر من الباقية
على العدم بمتناه فتكون متناهية.
الخامس:أن المعدوم كان مساويا للمنفي أو أخص منه لم يكن ثابتا، و إن كان أعم
منه لم يكن نفيا صرفا، و الا لما بقي فرق بين العام و الخاص. بل ثابتا.
و هو صادق على المنفي فيلزم ثبوته و هو محال.
ورد الأول: بجواز أن يكون اتصاف الذات بالوجود حادثا بالقدرة[1]فإن قيل: هو منفي و إلا لزم التسلسل و اتصاف المعدوم بالوجود.
أجيب: بمنع استحالة التسلسل في الثابت و اتصاف الثابت بالوجود.
و الثاني بمنع الأول إن أريد صفة[2]هي نفي. أو إن أريد صفة منفية. و الثالث:
بأن الواجب ما يستغني عن الغير في وجوده لا ثبوته[3]. و الرابع: يمنع تناهي ما يزيد على الغير بمتناه. بل إذا كان الغير
متناهيا. و إثبات ذلك بالتطبيق بينه و بين الكل ضعيف. و الخامس: بأن عدم كونه نفيا
صرفا لا يستلزم كونه اثباتا صرفا بل قد و قد فلا يصدق إلا بعض المعدوم ثابت فلا
يلزم ثبوت المنفي.
فإن قيل: المراد أنه لو كان أعم لكان متميزا عن الخاص، فيكون ثابتا
إلزاما قلنا فيلغو أكثر المقدمات.
منا من جعل نفي ثبوت المعدوم غير ضروري فاستدل عليه بوجوده.
الأول:لو كان المعدوم ثابتا لامتنع تأثير القدرة في شيء من الممكنات
[3]و المعدوم الممكن على هذا التقدير و
هو أن له ثبوتا في حال عدمه لذاته ليس مستغنيا عن الغير في وجوده لأنه معدوم يحتاج
إلى الغير في الوجود فلا يكون واجبا فلا يلزم تعدد الواجب على تقدير ثبوته لذاته.