موضوع العلم إنما لا يبين فيه إذ كان البحث فيه عن الأحوال التي هي
غير الوجود، و إلا فهذه التفرقة[1] مما لا يشهد بها عقل و لا نقل، بل ليس لها كثير معنى.
فإن قيل: هذا لا يصح على
رأي من يجعل الوجود نفس الماهية و هو ظاهر، و لا على رأي من يجعله زائدا مشتركا،
لأن العرض الذاتي يكون مختصا.
قلنا سواء كان[2] ذاته نفس الوجود أو غيره، فإما أن
يكون هناك قضية كسبية محمولها الموجود في الخارج بطريق الوجوب، فيتم الجواب أو لا
فيسقط أصل الاعتراض.
الثاني: أنه[3]
لا علم شرعي فوقه يبين فيه موضوعه، فلا بد من بيان فيه، و فيه نظر.
أما أولا: فلأنه ليس من شرط العرض الذاتي أن لا يكون معلوما[4] للغير، بل أن لا يكون لحوقه للشيء[5] بتوسط لحوقه لأمر خارج غير مساو
للاتفاق، على كون الصحة و المرض عرضا ذاتيا للإنسان و الحركة و السكون للجسم، و
الاستقامة و الانحناء للخط إلى غير ذلك.
و أما ثانيا: فلأنه يلزم أن لا يكون ببيان وجود شيء من الممكنات مسألة في شيء[6] من العلوم[7] فلا يصح أن موضوع العلم إنما يبين وجوده في علم أعلى.
و أما ثالثا: فلأن قولهم موضوع العلم لا يبين فيه بعد تقدير أنه لا يثبت في العلم
غير الأعراض الذاتية للموضوع يكون لغوا من الكلام، لأن وجوده عرض ذاتي بين فيه، و
ما لا يبين ليس بعرض ذاتي.
[1] في (ب) بما بدلا منما.
[2] سقط من (ب) كلمة(كان).
[3] سقط من (أ) كلمة(أنه).
[4] في (ب) معلولا.
[5] في (أ) يتوسط.
[6] في (ب) من بدلا من(في).
[7] في (ب) المعلوم.