الطعن فيه[1]،
فمحمول على ما إذا قصد التعصب في الدين، و إفساد عقائد المبتدءين، و التوريط في
أودية الضلال بتزيين ما للفلسفة من المقال.
(قال: و المتقدمون على أن موضوعه الموجود من حيث هو، و يتميز عن الإلهي
بكون البحث فيه على قانون الإسلام أي ما علم قطعا من الدين كصدور الكثرة عن الواحد
و نزول الملك من السماء و كون العالم محفوفا بالعدم و الفناء إلى غير ذلك مما تجزم
به الملة دون الفلسفة لا ما هو الحق و لو ادعاء لمشاركة[2] الفلسفة ككلام المخالف).
أقول: أخر هذه المباحث مع
تعلقها بالموضوع محافظة على انتظام الكلام في بيان الموضوع و المسائل و الغاية،
فالمتقدمون من علماء الكلام جعلوا موضوعه الموجود بما هو موجود، لرجوع مباحثه
إليه، على ما قال[3] الإمام حجة الإسلام[4] أن المتكلم ينظر في أعم الأشياء و هو
الموجود فيقسمه إلى قديم و محدث، و المحدث إلى جوهر و عرض، و العرض إلى ما يشترط
فيه الحياة كالعلم و القدرة و إلى ما لا يشترط كاللون و الطعم، و يقسم الجوهر إلى
الحيوان و النبات و الجماد، و يبين أن اختلافها[5] بالأنواع أو بالأعراض، و ينظر في القديم فيتبين[6] أنه لا يتكثر و لا يتركب و أنه يتميز
عن المحدث بصفات تجب له، و أمور تمتنع عليه، و أحكام تجوز في حقه من غير وجوب أو
امتناع، و يبين أن أصل
[1] قال الإمام مالكصاحب الموطأ يوصي أصحابه: إياكم و البدع. قيل: يا أبا عبد اللّه و ما البدع ..؟قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء اللّه و صفاته و كلامه و علمه و قدرته. ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة و التابعون لهم بإحسان. و يروى أن ابن عبد البرالمتوفى سنة 463 ه في كتاب مختصر جامع بيان العلم و فضله: أن الإمام مالكا كانيقول: الكلام في الدين أكرهه و لم يزل أهل بلدنا يكرهونه و ينهون عنه نحو الكلامفي رأي جهم و القدر و ما أشبه ذلك إلخ. (راجع كتاب صون المنطقو الكلام للسيوطي ص 32 ج 1).
[2] في (ب) و لو ادعىلثبت و كذا الفلسفة لكلام المخالف.
[3] في (ب) ما قاله.
[4] الإمام الغزالي هومحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الطوسيالشافعي، ولد سنة 440 ه و توفي سنة 404 ه. من مصنفاته: الأجوبة الممكنة عن الأسئلةالمبهمة، و إحياء علوم الدين. و مقاصد الفلاسفة، و تهافت الفلاسفة و غير ذلك كثيرمن المؤلفات.
[5] سقط من (ب) لفظ(إلى).
[6] في (أ) بزيادة(أن).