(قال:- و موضوعه العلوم من حيث يتعلق به إثباتها)[1].
أقول: اتفقت كلمة القوم
على أن التمييز[2] العلوم في أنفسها إنما هو بحسب تمايز
الموضوعات، فناسب تصدير العلم ببيان الموضوع لإفادة لما به يتميز بحسب الذات بعد
ما أفاد التعريف التمييز[3]
بحسب المفهوم، و أيضا في معرفة جهة الوحدة للكثرة المطلوبة إحاطة بها إجمالا بحيث
إذا قصد تحصيل تفاصيلها[4]
لم ينصرف الطلب عما هو منها إلى ما ليس منها، و لا شك أن جهة وحدة مسائل العلم
أولا و بالذات هو الموضوع إذ فيه اشتراكها و به اتحادها على ما سنفصله، و تحقيق
المقام أنهم لما حاولوا معرفة أحوال الأشياء بقدر الطاقة البشرية على ما هو المراد
بالحكمة و صنعوا الحقائق أنواعا و أجناسا و غيرها، كالإنسان و الحيوان و الموجود،
و بحثوا عن أحوالها المختصة و أثبتوها لها بالأدلة فحصلت لهم قضايا كسبية
محمولاتها أعراض ذاتية لتلك الحقائق، سموها بالمسائل، و جعلوا كل طائفة منها يرجع
إلى واحد من تلك الأشياء بأن تكون موضوعاتها نفسه أو جزءا[5] له أو نوعا منه أو عرضا ذاتيا له علما خاصا يفرد
[1] يرى صاحب المواقف:أن موضوع علم الكلام: المعلوم من حيث يتعلق به اثبات العقائد الدينية تعلقا قريباأو بعيدا ص 40 ج 1. و ينقل رأي القاضي الأرموي بأن موضوع علم الكلام: ذات اللّهتعالى إذ يبحث فيه عن أعراضه الذاتية أعني صفاته و عن أفعاله، أما في الدنيا كحدوثالعالم و أما في الآخرة كالحشر للأجساد و عن أحكامه فيهما كبعث الرسول و نصبالإمام و الثواب و العقاب ج 1 ص 42، 43 أو أن موضوعه: الموجود بما هو موجود أي منحيث هو غير مقيد بشيء و القائل به طائفه منهم حجة الإسلام ج 1 ص 47.
[2] في (ب) تمايز.
[3] في (ب) تمايز.
[4] في (ب) تمايز.
[5] في (ب) أجزاء له.