المقصد الأول (المقصد الأول: في
المبادي. و فيه فصول ثلاثة[1]. الأول في المقدمات[2]).
الفصل الأول في
المقدمات
أقول: رتبته[3] على ثلاثة فصول لأن المبادي منها ما
رأوا تصدير كل[4] علم بها كمعرفة حده و موضوعه و غايته[5] و نحو ذلك فسماها، بالمقدمات، و جعلها
في فصل، و منها ما صدروا بها علم الكلام خاصة كمباحث العلم و النظر، لأن تحصيل
العقائد بطريق النظر و الاستدلال و الرد على منكري حصول العلم أصلا، و استفادته من
النظر مطلقا، أو في الإلهيات خاصة يتوقف على ذلك، و ليس في العلوم الإسلامية ما هو
أليق ببيانه فجعلها في فصلين.
تعريف علم الكلام
قال: (الكلام هو العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية) أقول: حصول
الكيفيات النفسانية في النفس قد تكون بأعيانها و هو اتصاف بها، و قد تكون بصورها و
هو تصور لها كالكريم يتصف بالكرم و إن لم يتصوره، و غير الكريم يتصوره و إن لم
يتصف به، و لا خفاء في أن حقيقة كل علم من الكلام و غيره تصورات و تصديقات كثيرة
يطلب حصولها بأعيانها بطريق النظر و الاستدلال، فاحتيج إلى ما يفيد
[1] أحدها في المقدماتو ثانيها مباحث العلم و ثالثها مباحث النظر.
[2] المقدمات: التي هيتعريف علم الكلام و بيان موضوعه و مسائله إجمالا و غايته و منفعته و شرفه.
[3] في (ب) رتبته.
[4] سقط من (ب) بها.
[5] زيدت في (ب) به.