نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 3 صفحه : 95
الّذي يعمل بقوله في ذلك و يعتمد عليه، فصم شاكراً و كن لفضل اللَّه
عزّ و جلّ ناشراً و لأيّامه المعظمة ذاكراً، فإنّه جلّ جلاله أراد الاذّكار
بأيّامه من المخلصين للَّه، فقال:
اعلم انّ في مثل هذا يوم
ثامن و عشرين محرّم، و كان يوم الاثنين سنة ستّ و خمسين و ستّمائة فتح ملك الأرض
زيدت رحمته و معدلته ببغداد، و كنت مقيماً بها في داري بالمقيّدية، و ظهر في ذلك
تصديق الاخبار النبوية و معجزات باهرة للنبوّة المحمّديّة، و بتنا في ليلة هائلة
من المخاوف الدنيويّة.
فسلّمنا اللَّه جلّ جلاله
من تلك الأهوال و لم نزل في حمى السلامة الإلهية و تصديق ما عرفناه من الوعود
النبويّة، الى ان استدعاني ملك الأرض إلى دركاته المعظّمة، جزاه اللَّه بالمجازاة
المكرّمة في صفر و ولّاني على العلويّين و العلماء و الزّهاد، و صحبت معي نحو الف
نفس، و معنا من جانبه من حمانا، الى ان وصلت الحلّة ظافرين بالآمال.
و قد قررت مع نفسي انّني
أصلّي في كلّ يوم من مثل اليوم المذكور ركعتي الشكر للسّلامة من ذلك المحذور و
لتصديق جدّنا محمد صلوات اللَّه و سلامه عليه و آله فيما كان أخبر به من متجدّدات
الدهور، و أدعو لملك الأرض بالدعاء المبرور، و في ذلك اليوم زالت دولة بني العباس
كما وصف مولانا علي عليها السلام زوالها في الاخبار التي شاعت بين الناس.
و ينبغي ان يختم شهر محرّم
بما قدّمناه من خاتمة أمثاله، و نسأل اللَّه تعالى ان لا يخرجنا من حماه عند
انفصاله، و هذا الفصل زيادة في هذا الجزء بعد تصنيفه في التاريخ الّذي ذكرناه.