نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 3 صفحه : 56
و كشف له عن التشريف لأهله بذلك التّكليف و من عذاب الأعداء بدوام
الشقاء، و عن أسرار انّ أهلك أعزّ علينا منهم عليك، و الّذي قد جرى بمحضرنا و نحن
اقدر على الانتقام، و سوف يحضر الجميع بين يديك و تحكم في كل مسيء إلى ذرّيتك و
إليك، و انّ ولايتك على الأشرار كولايتك على الأبرار، و أنت المنتقم لنا، و لك
بمهما شئت من الاقتدار و البوار، و لا نرضى إذا غضبت و لا نقبل على أحد إذا عرضت،
و ما كان هذا التمكين للأشرار عن هوان الأبرار، و لكن الموت وارد على أهل الوجود
لإكرام أهل السعود و الانتقام من ذوي الجحود.
فأكرمنا نفوس خاصتك و
ذريتك ان يبذلوها في غير إعزاز ديننا العزيز علينا، و ان يهدوها الّا إلينا، و
أردنا ان يعرضوها في ديوان المحامات عن حمى ملكنا الباهر و سلطاننا القاهر.
فحاز ذرّيّتك و خاصّتك لنا
بما يفرّط عليهم، و كان ذلك تشريفا لهم و إقبالًا منّا عليهم، و لو لم يجودوا لنا
بالنّفوس و بذل الرءوس لأفناها الموت الحاكم بالزّوال، و فاتها ما ظفرت به من
الإقبال و نهايات الآمال، و انّ عندنا أعظم مما عندك مما أقدم عليه الفجار، «فَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ»[1].
فصل (11) فيما نذكره من
عمل يوم عاشوراء
فمن مهمّات يوم عاشوراء
عند الأولياء، المشاركة للملائكة و الأنبياء و الأوصياء في العزاء، لأجل ما ذهب من
الحرمات الإلهيّة و درس من المقامات النبويّة، و ما دخل و يدخل على الإسلام بذلك
العدوان من الذل و الهوان، و ظهور دولة إبليس و جنوده على دولة اللّه جلّ جلاله و
خواصّ عبيده.
فيجلس الإنسان في العزاء
لقراءة ما جرى على ذريّة سيد الأنبياء صلوات اللَّه جلّ