نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 3 صفحه : 171
أقول: و من ذلك ما
رويناه بإسنادنا إلى
محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللَّه من كتاب الكافي، في باب من بلغه ثواب من اللَّه
تعالى على عمل فصنعه فقال ما هذا لفظه:
علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه كان له و ان لم يكن كما
بلغه[1].
و وجدنا هذا الحديث في
أصل هشام بن سالم رحمه اللَّه عن الصادق عليه السلام.
و من ذلك
بإسنادنا أيضا إلى محمد
بن يعقوب فقال: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمران
الزعفراني، عن محمد بن مروان قال:
سمعت أبا جعفر عليه
السلام يقول: من بلغه ثواب من اللَّه عزّ و جلّ على عمل، فعمل ذلك العمل،
التماس ذلك الثواب أوتيه، و ان لم يكن الحديث كما بلغه[2].
أقول: و هذا فضل من اللَّه
جلّ جلاله و كرم ما كان في الحساب، انك تعمل عملا لم ينزله في الكتاب و لم يأمر
اللَّه جلّ جلاله رسوله ان يبلّغه إليك فتسلم ان يكون خطر ذلك العمل عليك، و تصير
من سعادتك[3] في دنياك و آخرتك.
فاعلم انّ هذا له مدخل في
صفات الإسعاد و الإرفاد، فكيف لا يكون في صفات رحمته وجوده لذاته و من لا نهاية
لهباته و من لا ينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان، و من كلّما وصل إلى أهل مملكته،
فهو زائد في مملكته و تعظيم دولته، و لقد رويت و رأيت اخباراً لابن الفرات الوزير
و غيره انّهم زوّر عليهم جماعة رقاعاً بالعطايا، فعلموا انّها زوّر عليهم و أطلقوا
ما وقع في التزوير، و هي من الأحاديث المشهورة عند الأعيان فلا أطيل بذكرها في هذا
المكان.
و قد جاءت شريعتنا
المعظّمة بنحو هذه المساعي المكرمة، و ذاك انّ حكم الشريعة المحمّديّة انّه لو
التقى صفّ المسلمين في الحرب بصفّ الكافرين فتكلّم واحد من أهل