عَلى أَعْداءِكَ، وَ هَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ، وَ تَعَطُّفَهُ وَ تَحَنُّنَهُ، وَ اجْعَلْنا لَهُ سامِعِينَ طائِعِينَ[1]، وَ فِي رِضاهُ ساعِينَ، وَ الى نُصْرَتِهِ وَ الْمُدافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفِينَ[2]، وَ الَيْكَ وَ الى رَسُولِكَ صَلَواتُكَ اللّهُمَّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِذلِكَ مُتَقَرِّبِينَ.
اللّهُمَّ صَلِ[3] عَلَيْهِمْ وَ عَلى أَوْلِيائِهِمُ الْمُعْتَرِفِينَ بِمَقامِهِمْ، الْمُتَّبِعِينَ مَنْهَجَهُمْ، الْمُقْتَفِينَ آثارَهُمْ، الْمُتَمَسِّكِينَ بِعُرْوَتِهِمْ، الْمُؤْتَمِّينَ بِإِمامَتِهِمْ، الْمُسَلِّمِينَ لَامْرِهِمْ، الْمُجْتَهِدِينَ فِي طاعَتِهِمْ، الْمُنْتَظِرِينَ ايَّامَهُمْ الْمادِّينَ الَيْهِمْ اعْيُنَهُمْ، وَ احْفَظْهُمْ بِالصَّلَواتِ الْمُبارَكاتِ الزَّاكِياتِ[4].
وَ صَلِ[5] عَلَيْهِمْ وَ عَلى أَرْواحِهِمْ، وَ اجْمَعْ عَلَى التَّقْوَى امْرَهُمْ، وَ اصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ[6]، وَ تُبْ عَلَيْهِمْ انَّكَ انْتَ التوَّابُ الرَّحِيمُ وَ خَيْرُ الْغافِرِينَ، وَ اجْعَلْنا مَعَهُمْ فِي دارِ السَّلامِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ وَ هذا يَوْمُ عَرَفَةَ، يَوْمٌ كَرَّمْتَهُ وَ شَرَّفْتَهُ[7] وَ عَظَّمْتَهُ، وَ نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ، وَ مَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ، وَ اجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ، وَ تَفَضَّلْتَ فِيهِ عَلى عِبادِكَ.
اللّهُمَّ وَ أَنا عَبْدُكَ الَّذِي انْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ[8] قَبْلَ خَلْقِكَ لَهُ وَ بَعْدَ خَلْقِكَ إِيَّاهُ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدِينِكَ، وَ وَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ، وَ عَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ، وَ ادْخَلْتَهُ فِي حِزْبِكَ، وَ ارْشَدْتَهُ لِمُوالاةِ أَوْلِياءِكَ، وَ مُعاداةِ أَعْداءِكَ، ثُمَّ امَرْتَهُ فَلَمْ يَأْتَمِرْ، وَ زَجَرْتَهُ[9] فَلَمْ يَنْزَجِرْ، وَ نَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، فَخالَفَ امْرَكَ الى نَهْيِكَ، لا مُعانِدَةً لَكَ، وَ لا اسْتِكْباراً عَلَيْكَ.