لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَدُومُ بِدَوامِكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً بِنِعْمَتِكَ[1]، وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَزِيدُ عَلى رِضاكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حامِدٍ، وَ حَمْداً يَقْصُرُ عَنْهُ[2] شُكْرُ كُلِّ شاكِرٍ، حَمْداً لا يَنْبَغِي إِلَّا لَكَ وَ لا يُتَقَرَّبُ إِلَّا إِلَيْكَ.
حَمْداً يُسْتَدامُ بِهِ الْأَوَّلُ وَ يُسْتَدْعى بِهِ دَوامُ الْآخِرِ، حَمْداً يَتَضاعَفُ عَلى كُرُورِ الْأَيّامِ، وَ يَتَزايَدُ أَضْعافاً مُتَرادِفَةً[3]، حَمْداً يَعْجُزُ عَنْ إِحْصائِهِ الْحَفَظَةُ، وَ يَزِيدُ عَلى ما احْصَتْهُ فِي كِتابِكَ الْكَتَبَةُ، حَمْداً يُوازِنُ عَرْشَكَ الْمَجِيدَ وَ يُعادِلُ كُرْسِيَّكَ الرَّفِيعَ.
حَمْداً يَكْمُلُ لَدَيْكَ ثَوابُهُ، وَ يَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزاءٍ جَزاؤُهُ، حَمْداً ظاهِرُهُ وِفْقٌ لِباطِنِهِ، وَ باطِنُهُ وِفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ فِيهِ، حَمْداً لَمْ يَحْمِدْكَ خَلْقٌ مِثْلُهُ، وَ لا يَعْرِفُ أَحَدٌ سِواكَ فَضْلَهُ، حَمْداً يَعْجُزُ[4] مَنِ اجْتَهَدَ فِي تَعْدِيدِهِ، وَ يَزِيدُ عَلى مَنِ ادَّعى فِي تَرْفِيَتِهِ[5].
حَمْداً يَجْمَعُ ما خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ، وَ يَنْتَظِمُ ما أَنْتَ خالِقُهُ مِنْ بَعْدُ، حَمْداً لا حَمْدَ اقْرَبُ الى قَوْلِكَ مِنْهُ، وَ لا حَمْدَ مِمَّنْ يَحْمِدُكَ بِهِ، حَمْداً يُوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزِيدَ بِوُفُورِهِ، تَصِلُهُ بَمَزِيدٍ[6] بَعْدَ مَزِيدٍ طَوْلًا مِنْكَ، حَمْداً يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَ يُقابِلُ عِزَّ جَلالِكَ.
رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْمُنْتَجَبِ[7] الْمُصْطَفى، الْمُكَرَّمِ الْمُقَرَّبِ، افْضَلَ صَلَواتِكَ، وَ بارِكْ عَلَيْهِ أَتَمَّ بَرَكاتِكَ، وَ تَرَحَّمْ عَلَيْهِ اسْبَغَ[8] رَحَماتِكَ.