وَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، الْكَرِيمُ الاكْرَمُ، الدَّائِمُ الادْوَمُ[1]، وَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ احَدٍ، وَ الْآخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَدٍ، وَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، الدَّانِي[2] فِي عُلُوِّهِ، وَ الْعالِي فِي دُنُوِّهِ، وَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْشَأْتَ الأَشْياءَ مِنْ غَيْرِ سِنْخٍ[3] وَ صَوَّرْتَ ما صَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثالٍ، وَ ابْتَدَأْتَ الْمُبْتَدَعاتِ بِلَا احْتِذاءٍ[4].
وَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي قَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً، وَ يَسَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَيْسِيراً، وَ دَبَّرْتَ ما دَبَّرْتَ تَدْبِيراً، أَنْتَ الَّذِي لَمْ يُعِنْكَ عَلى خَلْقِكَ شَرِيكٌ وَ لَمْ يُوازِرْكَ[5] فِي امْرِكَ وَزِيرٌ، وَ لَمْ يَكُنْ لَكَ مُشابِهٌ[6] وَ لا نَظِيرٌ.
أَنْتَ الَّذِي أَرَدْتَ فَكانَ حَتْماً ما أَرَدْتَ، وَ قَضَيْتَ فَكانَ عَدْلًا ما قَضَيْتَ، وَ حَكَمْتَ فَكانَ نِصْفاً[7] ما حَكَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي لا يُحْوِيكَ[8] مَكانٌ، وَ لا يَقُومُ[9] لِسُلْطانِكَ سُلْطانٌ، وَ لَمْ يُعْيِكَ[10] بُرْهانٌ وَ لا بَيانٌ، أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، وَ جَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَحَداً، وَ قَدَّرْتَ كُلِّ شَيْءٍ تَقْدِيراً.
أَنْتَ الَّذِي قَصُرَتِ الأَوْهامُ عَنْ كَيْفِيَّتِهِ وَ لَمْ تُدْرِكِ الأَبْصارُ مَوْضِعَ انِّيَّتِهِ[11]، أَنْتَ الَّذِي لا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً، وَ لا تُمَثَّلُ فَتَكُونَ مَوْجُوداً[12] مَشْهُوداً، وَ لَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً.