قال: فانطلق علي عليه
السلام حتى قدم مكّة ثمّ وافى عرفات، ثمّ رجع إلى جمع، ثم إلى منى، ثم ذبح و حلق،
و صعد على الجبل المشرف المعروف بالشعب، فاذّن ثلاث مرّات: الا تسمعون يا أيّها
الناس انّي رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إليكم، ثم قال:
تسع آيات من أوّلها، ثمّ
لمع[2] بسيفه فاسمع الناس و كرّرها،
فقال الناس: من هذا الّذي ينادي في الناس؟ فقالوا: علي بن أبي طالب، و قال من عرفه
من الناس: هذا ابن عمّ محمد، و ما كان ليجترئ على هذا غير عشيرة محمّد.
فأقام أيّام التشريق
ثلاثة ينادي بذلك و يقرء على النّاس غدوة و عشيّة، فناداه الناس من المشركين: أبلغ
ابن عمّك ان ليس له عندنا الّا ضربا بالسيف و طعنا بالرّماح.
ثم انصرف علي عليه
السلام إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و يقصد في السير، و أبطأ الوحي عن رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله في أمر علي عليه السلام و ما كان منه، فاغتمّ النبي
صلّى اللّه عليه و آله لذلك غمّا شديدا رئي ذلك في وجهه، و كفّ عن النساء من الهمّ
و الغمّ.
فقال بعضهم لبعض: لعلّ
قد نعيت إليه نفسه[3] أو عرض له مرض، فقالوا لأبي
ذر:
[1] هذا تعيير لأبي بكر و تشنيع له، و إيهام بأنّك كنت معي فيالغار خائفا فزعا مع استظهارك بي و عدم علم أحد من الناس إلى مكانك، فكيف تقدر علىتبليغ هذه السورة بملإ من الناس يوم الحج الأكبر- كما يأتي في كلام المؤلف.
[2] لمع بسيفه: أشار.
[3] أي أخبر بوفاته. الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 39