responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 2  صفحه : 39

علي بن أبي طالب، فأكثر أبو بكر عليه من الكلام، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله:

كيف تؤدّيها و أنت صاحبي في الغار[1].

قال: فانطلق علي عليه السلام حتى قدم مكّة ثمّ وافى عرفات، ثمّ رجع إلى جمع، ثم إلى منى، ثم ذبح و حلق، و صعد على الجبل المشرف المعروف بالشعب، فاذّن ثلاث مرّات: الا تسمعون يا أيّها الناس انّي رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إليكم، ثم قال:

«بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ، وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌- الى قوله- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ».

تسع آيات من أوّلها، ثمّ لمع‌[2] بسيفه فاسمع الناس و كرّرها، فقال الناس: من هذا الّذي ينادي في الناس؟ فقالوا: علي بن أبي طالب، و قال من عرفه من الناس: هذا ابن عمّ محمد، و ما كان ليجترئ على هذا غير عشيرة محمّد.

فأقام أيّام التشريق ثلاثة ينادي بذلك و يقرء على النّاس غدوة و عشيّة، فناداه الناس من المشركين: أبلغ ابن عمّك ان ليس له عندنا الّا ضربا بالسيف و طعنا بالرّماح.

ثم انصرف علي عليه السلام إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و يقصد في السير، و أبطأ الوحي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في أمر علي عليه السلام و ما كان منه، فاغتمّ النبي صلّى اللّه عليه و آله لذلك غمّا شديدا رئي ذلك في وجهه، و كفّ عن النساء من الهمّ و الغمّ.

فقال بعضهم لبعض: لعلّ قد نعيت إليه نفسه‌[3] أو عرض له مرض، فقالوا لأبي ذر:


[1] هذا تعيير لأبي بكر و تشنيع له، و إيهام بأنّك كنت معي فيالغار خائفا فزعا مع استظهارك بي و عدم علم أحد من الناس إلى مكانك، فكيف تقدر علىتبليغ هذه السورة بملإ من الناس يوم الحج الأكبر- كما يأتي في كلام المؤلف.
[2] لمع بسيفه: أشار.
[3] أي أخبر بوفاته. الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 2  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست