نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 350
نجران: يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوها لو شاء اللّه ان يزيل جبلا
عن مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، و لم يبق على وجه الأرض نصراني إلى يوم
القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم رأينا انّنا لا نباهلك و ان نقرّك على دينك و نثبت
على ديننا.
قال: فإذا أبيتم
المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين و عليكم ما عليهم، فأبوا، قال: فانّي أناجزكم[1]، فقالوا: ما لنا بحرب العرب
طاقة و لكن نصالحك على أن لا تغزونا و لا تخيفنا و لا تردّنا عن ديننا، على ان
نؤدّي إليك في كلّ عام ألفي حلّة، ألف في صفر و ألف في رجب، و ثلاثين درعا عادية
من حديد.
فصالحهم على ذلك و قال:
و الذي نفسي بيده انّ الهلاك قد تدلّى على نجران و لو لاعنوا لمسخوا قردة و
خنازير، و لاضطرم الوادي عليهم نارا، و لأستأصل اللّه نجران و أهله حتّى الطير على
رءوس الشجر، و لمّا حال الحول على النصارى كلّهم حتى يهلكوا.
و عن عائشة: انّ رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم خرج و عليه مرط مرحل[2]
من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله، ثمّ فاطمة، ثمّ علي، ثمّ
قال:
فان قلت: ما كان دعاؤه إلى
المباهلة الّا ليتبيّن الكاذب منه و من خصمه، و من ذلك أمر يختصّ به و بمن يكاذبه،
فما معنى الأبناء و النساء؟
قلت: كان ذلك آكد في
الدلالة على ثقته بحاله و استيقانه بصدقه، حيث استجرء على تعريض أعزّته و أفلاذ
كبده، و أحبّ الناس إليه لذلك، و لم ينتصر على تعرّض نفسه له و على ثقته بكذب خصمه
حتّى يهلكه مع أحبّته و أعزّته، هلاك الاستئصال، ان تمّت المباهلة، و خصّ الأبناء
و النساء، لأنّهم أعزّ الأهل و ألصقهم بالقلوب، و ربّما بدأهم الرجل بنفسه و حارب
دونهم حتّى يقتل، و من ثمّ كانوا يسوقون مع أنفسهم الضغائن في الحروب لتمنعهم من
الهرب و يسمّون الذّادة عنها بأرواحهم حماة الحقائق،
[1] ناجزه: بارزة و قاتله.
[2] المرط: كساء من صوفأو خز، المرحل- بالحاء المهملة- ما ينقش عليه صورة رحل الإبل.
[3] الأحزاب: 33.الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 350