نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 311
عبد المدان و جميع بني الحارث بن كعب، و من ضوى إليهم[1]، و نزل بهم من دهماء الناس[2] على اختلافهم هناك في دين
النصرانيّة من الأروسيّة و السالوسيّة و أصحاب دين الملك و المارونية و العبّاد و
النسطوريّة، و املأت قلوبهم على تفاوت منازلهم رهبة منه و رعبا، فإنّهم كذلك من
شأنهم.
إذا وردت عليهم رسل رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله بكتابه، و هم عتبة بن غزوان و عبد اللّه بن أبي أميّة
و الهدير بن عبد اللّه أخو تيم بن مرّة و صهيب بن سنان أخو النّمر بن قاسط، يدعوهم
إلى الإسلام، فإن أجابوا فاخوان، و ان أبوا و استكبروا فإلى الخطّة[3] المخزية[4]
إلى أداء الجزية عن يد، فان رغبوا عمّا دعاهم إليه من أحد المنزلتين[5] و عندوا فقد آذنهم على سواء، و
كان في كتابه صلّى اللّه عليه و آله:
قالوا: و كان رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله لا يقاتل قوما حتّى يدعوهم، فازداد القوم لورود رسل نبي
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كتابه نفورا و امتزاجا، ففزعوا لذلك إلى بيعتهم العظمى
و أمروا، ففرش أرضها و ألبس جدرها بالحرير و الديباج، و رفعوا الصّليب الأعظم، و
كان من ذهب مرصّع، أنفذه إليهم قيصر الأكبر، و حضر ذلك بني الحارث بن كعب، و كانوا
ليوث الحرب فرسان النّاس، قد عرفت العرب ذلك لهم في قديم أيامهم في الجاهليّة.
فاجتمع القوم جميعا
للمشورة و النظر في أمورهم، و أسرعت إليهم القبائل من مذحج، و عك و حمير و انمار،
و من دنا منهم نسبا و دارا من قبائل سبا، و كلّهم قد ورم انفه غضبا
[1] ضويت إليه: إذا أديت إليه.
[2] دهماء الناس:جماعتهم.
[3] الخطة: الأمر و القصّة.
[4] المخوفة (خ ل).
[5] المنزلين (خ ل).
[6] آل عمران: 67.الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 311