responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 2  صفحه : 30

و يحسن ان يكون على الإنسان ان كان مطيعا لربّه أثر ما وهبه من المسكن و أعطاه فيه من الإحسان، كما لو اشترى دارا يحتاج إليه، أو وهبه سلطان مساكن كان مضطرّا إليها، أو كما لو بني هو دارا بالتّعب و العناء و مقاساة الذرجارية[1] و البنّاء، أو يكون مسرورا على أقلّ الصّفات، كما لو حصل له دار عارية أو بإجارة هو محتاج إليها في تلك الأوقات.

فاما ان خلّى قلبه بالكليّة من معرفة هذه النعم الإلهيّة، فكأنّه كالميّت الّذي لا يحسن بما فيه، أو كالأعمى الّذي لا ينظر إلى المواهب الّتي فضله ممّن يراعيه، أو كالأصمّ الّذي لا يسمع من يناديه، و ليبك على فقدان فوائد قلبه و عقله و يتوب.

فصل (15) فيما نذكره ممّا يختم به ذلك اليوم‌

اعلم انّ كلّ يوم سعيد و فصل جديد ينبغي ان يكون خاتمته على العبيد، كما لو بسط ملك لعباده بساط ضيافة يليق بإرفاده و قدم إليهم موائد إسعاده، ثمّ جلسوا على فراش إكرامه، فأكلوا ما احتاجوا إليه من طعامه، و قاموا عن البساط ليطوي إلى سنة أخرى.

فلا يليق بعبد يعرف قدر تلك النّعمة الكبرى الّا ان يراه سلطانه لانعامه شاكرا و لإكرامه ذاكرا، و لفضائل مقامه ناشرا، على أفضل العبوديّة للجلالة الإلهيّة، و يجعل آخر ذلك النهار كلّ الملاطفة للمطّلع على الأسرار، أن يقبل منه ما عمله، و يبلغه من مراحمه و مكارم أمله، و يطيع في طاعته أجله.

فإنه يوشك إذا اجتهد العبد في لزوم الأدب لكلّ يوم سعيد ان يؤهّله اللّه تعالى للمزيد «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ.»[2]


[1] الذرجارية (خ ل)، و المراد به العمالة.
[2] إبراهيم: 7.الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 2  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست