responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 2  صفحه : 19

فَاسْأَلُكَ انْ تُتِمَّ مَا ابْتَدَأْتَ مِنَ النِّعَمِ الْباطِنَةِ وَ الظَّاهِرَةِ، بِانْ تَجْعَلَنا مِنَ الظَّافِرِينَ فِيهِ بِسَعادَةِ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ، وَ كُنْ بِرَحْمَتِكَ الْمُسَيِّرَ لَنا فِي تَقَلُّباتِهِ وَ لَحَظاتِهِ بِكَمالِ حَظِّنا مِنْ خَيْراتِهِ وَ بَرَكاتِهِ.

وَ احْفَظْنا مِنْ آفاتِهِ وَ مَخافَتِهِ، حَتّى‌ نَكُونَ مِنْ اسْعَدِ مَنْ نَظَرَ الى‌ هِلالِهِ وَ بَلَّغْتَهُ مِنْهُ غايَةَ آمالِهِ، وَ ابْدَأْ بِكُلِّ مَنْ يُرْضِيكَ الْبَدْأَةَ بِذِكْرِهِ فِي الْمُناجاةِ مِنْ اهْلِ النَّجاةِ، وَ اشْرِكْ مَعَنا اهْلَ الْمُصافاةِ وَ الْمُوالاةِ، وَ أَرِنا آياتِ الإِجاباتِ وَ الْقَبُولِ فِي جَمِيعِ الْمَأْمُولِ وَ الْمَسْؤُولِ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

فصل (3) فيما نذكره في كيفية الدّخول في هذا الشهر

فأمّا كيفيّة الدّخول في شهر ذي القعدة المعظم في الإسلام، فعلى نحو ما أشرنا إليه من دخول كلّ شهر حرام، و نزيد في هذا الشهر على التعيين انّه الشّهر الذي دحاه‌[1] اللّه فيه الأرض و هيّأها للعالمين- على ما سيأتي شرحه على التفصيل- فكأنّه مطيّة قد اهتديت إليك لتوصلك إلى المسكن الجليل و الموطن الجميل، و ما يتّصل به من العطاء الجزيل.

فاشكر واهب تلك المطيّة و اعرف حقّه و حقّها و ما تظفر به من الامنيّة، فإنّك ترى العقول السّليمة دالّة على تعظيم المطايا إذا وصلت إلى شرف العطايا، كما قيل:

و إذا المطيّ بنا بلغن محمدا

فلها علينا حرمة و ذمام‌

بلّغتنا من خير من وطي الحصا

و ظهورهنّ على الرّجال حرام‌

و ليكن حفظك لحرمة هذا الشّهر بالقلب و العقل و حفظ الجوارح، لتدرك ما فيه من الفضل الرّاجح، ان شاء اللّه تعالى.

أقول: و قد ذكرنا انّه شهر موصوف بإجابة الدعوات، فاغتنم أوقاته و صم فيه صيام الحاجات، و ابدأ بالحوائج المهمات على الترتيب الذي يكون أهم عند من تعرض‌


[1] دحى الأرض: بسطها.الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 2  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست