responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 1  صفحه : 194

فاعلم انّ كلّ مسلم فإنّه يعتقد انّ اللَّه جلّ جلاله يعطي على الحسنة الواحدة في دار البقاء، من الخلود و دوام العافية و كمال النّعماء، ما يحتمل أن يقدم لهذا العبد المغتسل في دار الفناء بعض ذلك العطاء، و هو ما ذكره من العافية و الشفاء.

فصل (2) فيما نذكره من صوم الإخلاص و حال أهل الاختصاص من طريق الاعتبار

اعلم انّ أصل الأعمال و الّذي عليه مدار الأفعال، ينبغي ان يكون هو محلّ التنزيه عن الشوائب و النقصان، و لمّا كان صوم شهر رمضان مداره على معاملة العقول و القلوب لعلّام الغيوب، وجب أن يكون اهتمام خاصّته جلّ جلاله و خالصته بصيام العقل و القلب عن كلّما يشغل عن الربّ.

فان تعذّر استمرار هذه المراقبة في سائر الأوقات لكثرة الشواغل و الغفلات، فلا أقلّ ان يكون الإنسان طالبا من اللَّه جلّ جلاله ان يقوّيه على هذه الحال، و يبلّغه صفات أهل الكمال، و ان يكون خائفا من التّخلّف عن درجات أهل السّباق، مع علمه بإمكان اللّحاق.

فإنّه قد عرف انّ جماعة كانوا مثله من الرعيّة للسّياسة العظيمة النبويّة، و بلغوا غايات من المقامات العاليات، و فيهم من كان غلاما، ما يخدم أولياء اللَّه جل جلاله في الأبواب، و ما كان جليسا و لا نديما لهم، و لا ملازما في جميع الأسباب، فما الذي يقتضي أن يرضي من جاء بعدهم بالدّون و بصفقة المغبون، و أقلّ مراتب المراد منه ان يجري اللَّه جلّ جلاله و رسوله صلوات اللَّه عليه، مجرى صدّيق يحبّ القرب منه، و يستحيي منه، و هو حاذر من الاعراض عنه.

فإذا قال العبد: ما اقدر على هذا التّوفيق، و هو يقدر عليه مع التصديق، فهو يعلم من نفسه انّه ما كفاه الرّضا بالنقصان و الخسران، حتّى صار يتلّقى اللَّه جلّ جلاله و رسوله و آله عليهم السلام، بالبهتان و الكذب و العدوان.

الإقبال بالأعمال الحسنة

نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست