أقول فإن قيل كيف يكون يوم
العشرين من صفر يوم الأربعين إذا كان قتل الحسين ص يوم عاشر من محرم فيكون يوم
العاشر من جملة الأربعين فيصير أحدا و أربعين فيقال لعله قد كان شهر محرم الذي قتل
فيه ص ناقصا و كان يوم عشرين من صفر تمام أربعين يوما فإنه حيث ضبط يوم الأربعين
بالعشرين من صفر فإما أن يكون الشهر كما قلنا ناقصا أو يكون تاما و يكون يوم قتله
ص غير محسوب من عدد الأربعين لأن قتله كان في أواخر نهاره فلم يحصل ذلك اليوم كله
في العدد و هذا تأويل كاف للعارفين و هم أعرف بأسرار رب العالمين في تعيين أوقات
الزيارة للطاهرين.
و كلاهما مستبعد لأن عبيد
الله بن زياد لعنه الله كتب إلى يزيد يعرفه ما جرى و يستأذنه في حملهم و لم يحملهم
حتى عاد الجواب إليه و هذا يحتاج إلى نحو عشرين يوما أو أكثر منها و لأنه لما
حملهم إلى الشام روي أنهم أقاموا فيها شهرا في موضع لا يكنهم من حر و لا برد و صورة
الحال يقتضي أنهم تأخروا أكثر من أربعين يوما من يوم قتل ع إلى أن وصلوا العراق أو
المدينة و أما جوازهم في عودهم على كربلاء فيمكن ذلك و لكنه ما يكون وصولهم إليها
يوم العشرين من صفر لأنهم اجتمعوا على ما روى جابر بن عبد الله الأنصاري فإن كان
جابر وصل زائرا من الحجاز فيحتاج وصول الخبر إليه و مجيئه أكثر من أربعين يوما و
على أن يكون جابر وصل من غير الحجاز من الكوفة أو غيرها و أما زيارته ع في هذا
اليوم.