أقول و لعل مراد صاحب
الآداب من هذه الحال و تخصيص الإلهام بالنساء قبل الدخول في الصيام ليكون خاطر
الإنسان في ابتداء شهر رمضان موفرا على الإخلاص و مقام الاختصاص و طاهرا من وساوس
الشيطان أو لعل ذلك لأجل أنه كان محرما في صدر الإسلام فيراد من العبد إظهار
تحليله و نسخ تحريمه أو لعل المراد إحياء سنة رسول الله ص بالنكاح في أول ليلة في
شهر الصيام و يمكن ذكر وجوه غير هذه الأقسام لكن هذا الذي ذكرناه ربما كان أقرب
إلى الأفهام.
فصل فيما نذكره مما يختم
به كل ليلة من شهر الصيام [رمضان]
اعلم أن حديث كل ضيف مع
صاحب ضيافته و كل مستخفر بخفير فحديثه مع المقصود بخفارته و إذا كان الإنسان في شهر
رمضان قد اتخذ خفيرا و حاميا كما تقدم التنبيه عليه فينبغي كل ليلة بعد [عند] فراغ
عمله أن يقصد بقلبه خفيره و مضيفه و يعرض عمله عليه و يتوجه إلى الله جل جلاله
بالحامي و الخفير و المضيف و بكل من يعز عليه و بكل وسيلة إليه في أن يبلغ الحامي
أنه متوجه بالله جل جلاله و بكل وسيلة إليه و في أن يكون هو المتولي لتكميل عمله
من النقصان و الوسيط بينه و بين الله جل جلاله في تسليم العمل إليه من باب قبول
أهل الإخلاص و الأمان أقول و من وظائف كل ليلة أن يبدأ العبد في كل دعاء مبرور و
يختم في كل عمل مشكور بذكر من يعتقد أنه نائب الله جل جلاله في عباده و بلاده و
أنه القيم بما يحتاج إليه هذا الصائم من طعامه و شرابه و غير ذلك من مراده من سائر
الأسباب التي هي متعلقة بالنائب عن رب الأرباب و أن يدعو له هذا الصائم بما يليق
أن يدعى به لمثله و يعتقد أن المنة لله جل جلاله و لنائبه كيف أهلاه لذلك و رفعاه
به في منزلته و محله.