أقول و قد ذكرنا في عدة
مواضع من كتبنا [كتابنا] أن السماء كأنها كعبة الدعاء بالساكنين فيها من الملائكة
و أرواح الأنبياء و هي محل العلاء و هي باب إطلاق الأرزاق و الآمال و نزول الوحي و
تدبير ما يكون قال الله جل جلاله وَ فِي السَّماءِ
رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ فالبروز و الوقوف على باب
الله بهذه الصفات هو أقرب إلى إجابة الدعوات و قضاء الحاجات.
أقول: و اعلم أنني كنت يوما من أيام الأعياد قد قمت من السجادة لأجلس على التراب
و أصلي صلاة العيد على المأمور به من الآداب فأردت أن أجعل ذلك على سبيل العبادة
لله جل جلاله لأنه أهل للعبادة فورد على خاطري ما معناه اذكر كيف نقلناك من هذا
التراب الذي تجلس عليه إلى ما قد بلغنا بك إليه من التكريم و التعظيم و تسخيرنا لك
ما سخرناه من الأفلاك و الدنيا و الآخرة و الملك العظيم [القديم] [القويم] و
اشتغل بالشكر لنا و اعتقاد المنة العظيمة عن تطلع خاطرك إلى الوسيلة إلينا بهذه
الخدمة اليسيرة السقيمة فإذا [فأنت] إذا رأيناك تقدم حقنا على ما يقع منك من
الخدم كان أثبت لك في رسوخ القدم و سبوغ النعم و دفع النقم و أدب العبودية و بلوغ
الأمنية و قل بالرحمة و الجود و جميع الوسائل التي نقلتني بها من ذلك المقام
النازل إلى هذا الفضل الشامل الكامل صل على محمد و آل محمد و انقلني عما تكره
وقوفه مني إلى ما يرضيك عني.
أقول و اعلم أن الإنسان
على نفسه بصيرة فإن وجد بما أراه الله جل جلاله من البصائر المنيرة أن صلاة العيد
في الجماعة أبلغ في الإخلاص و الطاعة فليبادر إلى ما فيها من رضى الرب الرحيم
الكريم و الفضل العظيم و من عرف أن صلاة العيد على الانفراد و الاختصاص أبلغ في
صفات كمال المراد و الإخلاص فليعمد إلى ما هو أقرب إلى مراد مولاه الذي حديثه معه
في دنياه و أخراه هذا حال من كانت صلاة العيد مندوبة له كما رويناه.
فصل فيما نذكره من دعاء
مروي عن مولانا زين العابدين صلوات الله عليه و سلامه قبل صلاة العيد