أيها الأخ المقبل بإقبال
مولاه عليه لتعلم كيف تحضر بين يديه ارحم ضعف روحك و اقبل مشورة نصيحك و فكر في
تعظيم من هو مقبل عليك و طهر قلبك من الشواغل التي تحول بينك و بين إحسانه إليك و
وف المجلس ما تقدر عليه من حقه العظيم و امض على ما تريد من الصراط المستقيم و
لتكن نيتك و قصدك طلب رضاه و الدخول في حماه و اعتقاد المنة لله جل جلاله فيما
هداك إليه و أهلك أن تعمله لديه و قم به إليه قيام التمام بالإقبال عليه و اعلم أن
المتوجهين إلى الله جل جلاله في اليوم الذي سماه جل جلاله عيدا لعبيده و إنجازا
لوعوده [لوعده] و أمرهم بالخروج إليه و الوفادة عليه فإن الناس المتوجهين فيه على
أصناف فصنف خرجوا و قد شغلتهم هيبة الله جل جلاله و عظمته و ذهول العقول عن مقابلة
رحمته [حرمته] و إجابة دعوته حتى صاروا كما يصير من لم يحضر أبدا عند خليفة
فاستدعاه للحضور بين يدي عظمته الشريفة فإنه يكون مترددا بين الحياء و الخجالة
للقاء تلك الجلالة و بين خوف سوء الآداب و بين أمواج العجز عن الجرأة بالخطاب و
التماس الجواب و بين الفكر فيما ذا عساه يكون قد اطلع الخليفة عليه من أحواله و
سوء أعماله فتشغله هذه الشواغل عن بسط كف سؤاله و إطلاق لسان حاله و صنف توجهوا
إلى الله جل جلاله و هم ذاكرون ما تولاه الله جل جلاله لهم من بناء السماوات و
الأرضين و ما بينهما و فيهما من منافع الدنيا و الدين و تسييرهم من لدن آدم عليه
أفضل التحيات في طرقات مخالفات [مخافات] الولادات و النجاة من آفات ألوف السنين
[ألوف سنين] إلى حين هذه الغايات و قيامه لهم خلفا بعد سلف بما احتاجوا إليه من
الأقوات و جميع الحاجات فأخجلهم ما مضى من إنعامه و ما حضر من إكرامه عن طلب شيء
آخر من شريف مقامه و صنف رأوا أن بضائع ما مكنهم فيه من الاختيار قد عاملوه فيها
بالخسران و ودائع ما سلم إليهم من الاقتدار على عمارة دار القرار قد خانوا فيها من
[في] السر و الإعلان فكساهم ذل الخيانة في الأمانة عار الخجل و الوجل حتى ما بقي
عندهم فراغ لرجاء و لا أمل و صنف خرجوا يوم العيد على مراكب دالة أعمالهم و التبسط
في سؤالهم لابسين ثوب الغفلة عن خالق مراكب إمكانهم و فاطر قالب أعمالهم مدة
حياتهم و زمانهم و عن المنة عليهم في الإنشاء و البقاء و ما اشتمل عليه وجودهم من
النعماء و الآلاء فهؤلاء كالعميان المحتاجين إلى قائد و كالمرضى
نام کتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 1 صفحه : 281