فصل فيما نذكره من آداب
العيد يوم العيد مع من يعتقد أنه إمامه و صاحب ذلك المقام المجيد
فأقول اعلم أنه إذا كان
يوم عيد الفطر فإن كان صاحب الحكم و الأمر متصرفا في ملكه و رعاياه على الوجه الذي
أعطاه مولاه فليكن مهنئا له ص بشرف إقبال الله جل جلاله عليه و تمام تمكينه من
إحسانه إليه ثم كن مهنئا لنفسك و لمن يعز عليك و للدنيا و أهلها و لكل مسعود
بإمامته بوجوده ع و سعوده و هدايته و فوائد دولته و إن كان من يعتقد وجوب طاعته
ممنوعا من التصرف في مقتضى رئاسته فليكن عليك أثر المساواة و المواساة في الغضب مع
الله جل جلاله مولاك و مولاه و الغضب لأجله و التأسف على ما فات من فضله.
و أقول لو أنك استحضرت كيف
كانت تكون أعلام الإسلام بالعدل منشورة و أحكام الأنام بالفضل مشهورة و الأموال في
الله جل جلاله إلى سائر عباده مبذولة و الآمال ضاحكة مستبشرة مقبولة و الأمن شامل
للقريب و البعيد و النصر كامل للضعيف و الذليل و الوحيد و الدنيا قد أشرقت بشموس
سعودها و انبسطت يد الإقبال في أغوارها و نجودها و ظهر من حكم الله جل جلاله
الباهر و سلطانه القاهر ما يبهج العقول و القلوب سرورا و يملأ الآفاق ظهورا و نورا
لكنت و الله يا أخي قد تنغصت في عيدك الذي أنت مسرور بإقباله و عرفت ما فاتك من
كرم الله جل جلاله و إفضاله و كان البكاء و التلهف و التأسف أغلب عليك و أليق بك و
أبلغ في الوفاء لمن يعز عليك و قد رفعت بك الآن و لم أشرح ما كان يمكن فيه إطلاق
اللسان و هذا الذي ذكرناه على سبيل التنبيه و الإشارة لأن استيفاء شرح ما نريده
يضيق عنه مبسوط العبارة و اعلم أن الصفاء و الوفاء لأصحاب الحقوق عند التفريق و
البعاد أحسن من الصفاء و الوفاء مع الحضور و اجتماع الأجساد فليكن الصفاء و الوفاء
شعار قلبك لمولاك و ربك القادر على تفريج كربك.
فصل فيما نذكره من
ابتداء الأعمال في يوم عيد الفطر [يوم العيد] لطلب السعادة بالقبول و الإقبال
اعلم أنه ينبغي ابتداء هذا
اليوم بعد ما ذكرناه بالغسل.