أقول: و هذا الحديث كان ظاهره يقتضي أن رجبا و شعبان لا بد أن يكون أحدهما
ناقصا عن ثلاثين يوما فإن وجدت في وقت هذين الشهرين تامين فلعل المراد بتلك
[بهذه] الرواية تلك السنة المعينة أو سنة مثلها أو غير ذلك-
قال أحمد بن عبد الرحمن قد
ذكرت ذلك للعباس بن موسى بن جعفر فقال أنا عليه ما أنظر إلى كلام الناس و الرواية
قال أحمد و حدثني غياث قال أظنه ابن أعين عن جعفر بن محمد مثله أقول و قد ذكر
الشيخ محمد بن الجنيد في الجزء الأول من مختصر كتاب تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة
فقال في كتاب الصوم ما هذا لفظه و الحساب الذي يصام به يوم الخامس من اليوم الذي
كان الصيام وقع في السنة الماضية يصح إن لم تكن السنة كبيسة فإنه يكون فيها من
اليوم السادس و الكبيس يكون في كل ثلاثين سنة أحد عشر يوما مرة في السنة الثالثة و
مرة في السنة الثانية أقول و ذكر الشيخ العالم العابد هبة الله بن سعيد الراوندي
رحمة الله عليه في كتاب شرح النهاية في كتاب الصيام في باب علامات شهر رمضان ما
هذا لفظه و قد رويت روايات بأنه إذا تحقق لهلال العام الماضي عد خمسة أيام و صام
اليوم الخامس أو تحقق هلال رجب عد تسعة و خمسين يوما و صام يوم الستين و ذلك محمول
على أنه يصوم ذلك بنية شعبان استظهارا فأما بنية أنه من شهر رمضان فلا يجوز على
حال و قال أبو جعفر الطوسي يجوز عندي أن يعمل على هذه الرواية التي وردت بأنه يعد
من السنة الماضية خمسة أيام و يصوم يوم الخامس لأن من المعلوم أنه لا يكون الشهور
كلها تامة و أما إذا رأى الهلال و قد تطوق أو رأى ظل الرأس فيه أو غاب بعد الشفق
فإن جميع ذلك لا اعتبار به و يجب العمل بالرؤية لأن ذلك يختلف بحسب اختلاف المطالع
و العروض و هذا آخر ما حكاه الراوندي في معناه.
فصل
و اعلم أن الله جل جلاله
تفضل علينا بأسرار ربانية و أنوار محمدية و مبار علوية منها تعريفنا بأوائل الشهور
و إن لم نشاهد [يشاهد] هلالها و ليس ذلك بطريق الأحكام النجومية و لا الاستخارات
المروية و إنما ذلك كما قلنا بالأمور الوجدانية الضرورية و إنما نذكر من دلائل شهر
رمضان أو علاماته أو أماراته لمن لم يتفضل الله جل جلاله عليه بما تفضل به علينا
من هباته و كراماته و إن لم يلزم العمل بها في ظاهر الشريعة النبوية و قد وجدنا
تعليقة غريبة على ظهر كتاب عتيق وصل إلينا يوم رابع عشرين صفر سنة ستين و ست مائة
بعد تصنيف هذا الكتاب و نحن ذاكروها حسب ما رأيناها قريبة من الصواب و هذا لفظها
إذا أردت أن تعرف الوقفة و أول شهر رمضان من كل شهر في السنة فارتقب هلال محرم
فإذا رأيته فعد منه أربعة أيام خامسه الوقفة و سادسه أول شهر رمضان فإذا استتر عنك
هلال محرم فارتقب هلال
نام کتاب : إقبال الأعمال - ط القديمة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 1 صفحه : 15