اعلم أننا قد ذكرنا فيما
تقدم من هذا الكتاب كيفية الاستظهار في الطعام و الشراب و نزيد هاهنا بأن نقول
ينبغي أن يكون الطعام و الشراب الذي يفطر عليه مع طهارته من الحرام و الشبهات قد
تنزهت طرق تهيئته لمن يفطر عليه من أن يكون قد اشتغل به من هيأه عن عبادة الله
[عبادة لله] جل جلاله هي أهم منه فربما يصير ذلك شبهة في الطعام و الشراب لكونه
عمل في وقت كان الله جل جلاله كارها للعمل فيه و معرضا عنه و حسبك في سقم طعام أو
شراب أن يكون صاحبه رب الأرباب كارها لتهيئته على تلك الوجوه و الأسباب فما يؤمن
المستعمل له أن يكون سقما في القلوب و الأجسام و الألباب. أقول [و] فأما تعيين ما
يفطر عليه من طريق الأخبار فقد رويناه بعدة أسانيد.