و
على أن العقل الذي يميز بين الحس و المحسوس- و الوهم و الموهوم ليس بموهوم- فضلا عن
أن يكون محسوسا- و نبه أيضا على أن للمحسوسات علائق- غير محسوسة و لا موهومة- و هي
طبائع الأمور المدركة بالوهم- كالعشق و الخجل و غيرهما- فإن أشخاصها مدركة بالوهم-
و إن لم تكن مدركة بالحس الظاهر- و أما طبائعها فليس بمدركة بأحدهما أصلا- و إذا كان
حال الحواس و المحسوسات و علائقهما هذه- فإن ثبت وجود أشياء خارجة عن هذه المراتب بالذات-
فهي أولى بأن لا تكون محسوسة و لا موهومة
(4)
تذنيب [في بيان أن مبدء الأول غير محسوس]
كل
حق فإنه من حيث حقيقته الذاتية- التي هو بها حق- فهو متفق واحد غير مشار إليه- فكيف
ما ينال به كل حق وجوده الحق هاهنا اسم فاعل في صيغة المصدر كالعدل- و المراد به ذو
الحقيقة- و هو بمعنى المصدر يدل بالاشتراك على معان- منها الوجود في الأعيان مطلقا-
و منها الوجود الدائم و منها حال القول- أو العقد الذي يدل على حال الشيء الخارج-
إذا كان مطابقا للواقع