نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 417
(28)
إشارة [إلى أن الجبلة و الكسب لا يجتمعان إلا في جانب الخير]
فالذي
يقع له هذا في جبلة النفس- ثم يكون خيرا رشيدا مزكيا لنفسه- فهو ذو معجزة من الأنبياء
أو كرامة (142) من الأولياء- و تزيده تزكيته لنفسه في هذا المعنى- زيادة على مقتضى
جبلته- فيبلغ المبلغ الأقصى و الذي يقع له هذا- ثم يكون شريرا و يستعمله في الشر- فهو
الساحر الخبيث- و قد يكسر قدر نفسه من غلوائه في هذا المعنى- فلا يلحق شأو الأذكياء
فيه أقول الغلو العلو و الشأو الغاية و الأمد و المعنى ظاهر- و هو دال على أن الجبلة
و الكسب- لا يجتمعان إلا في جانب الخير- فلذلك كان ذلك الجانب أبعد من الوسط- من الجانب
الذي يقابله
(29)
إشارة [إلى أن التأثير بالعين و الاصابة بها]
الإصابة
بالعين- يكاد أن تكون من هذا القبيل- و المبدأ فيه حالة نفسانية- معجبة تؤثر نهكا-
في المتعجب منه بخاصيتها- و إنما يستبعد هذا من يفرض- أن يكون المؤثر في الأجسام ملاقيا-
أو مرسل جزء أو منفذ كيفيته في واسطة- و من تأمّل ما أصلناه- استسقط هذا الشرط عن درجة
الاعتبار أقول النهك النقصان من المرض و ما يشبهه- يقال نهك فلان أي دنف و ضنى- و نهكته
الحمى أي أضنته- و من يفرض أي يوجب- و إنما قال الإصابة بالعين- يكاد أن تكون من هذا
القبيل- و لم يجزم بكونه من هذا القبيل- لأنها مما لم يجزم بوجوده- بل هي و أمثالها
من الأمور الظنية- و التأثير في الأجسام بالملاقاة- كتسخين النار القدر مثلا- و منه
جذب المغناطيس الحديد- و بإرسال الجزء كتبريد الأرض- و الماء ما يعلوهما من الهواء-
و بإنفاذ الكيفية في الوسط- كتسخين النار الماء الذي في القدر- بل كإنارة الشمس سطح
الأرض- على مقتضى الرأي العامي
(30)
تنبيه [في بيان السبب لسائر الحوادث الغريبة]
إن
الأمور الغريبة تنبعث في عالم الطبيعة- من مبادئ ثلاثة أحدها الهيئة النفسانية المذكورة-
و ثانيها خواص الأجسام العنصرية- مثل جذب المغناطيس الحديد
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 417