نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 407
إلى
الصواب- و كان الأولى تصحيف لها- أما على الرواية الأولى- فبيانه أن المتخيلة إنما
تنتقل عن الأشياء إلى ما يناسبها- من غير توسط- و إلى ما لا يناسبها بتوسط ما يناسبها
بالمحاكاة لا غير- و انفعال النفس عن محاكيات المتخيلة يشغلها عن أفعال الخاصة بها-
فذكر الشيخ أن النفس كلما كانت قوية في جوهرها- كان انفعالها عن المحاكاة قليلا- بحيث
لا يعارضها المتخيلة في أفعالها الخاصة بها- و كان ضبطها لكلا الفعلين أشد- و أما على
الرواية الثانية- فمعناه أن النفس كلما كانت أقوى- كان انفعالها عن المجاذبات
(135) المختلفة المذكورة فيما مر- كالشهوة و الغضب و الحواس الظاهرة و الباطنة أقل-
و كان ضبطها للجانبين أشد- و كلما كانت أضعف كان الأمر بالعكس- و كذلك كلما كانت النفس
أقوى- كان اشتغالها بما يشغلها عن فعل آخر أقل- و كان يفضل منها لذلك الفعل فضلة أكثر-
ثم إذا كانت مرتاضة كان تحفظها عن مضادات الرياضة- أي احترازها عما يبعدها عن الحالة
المطلوبة بالرياضة- و إقبالها على ما يقربها إليه أقوى
(18)
تنبيه [في بيان أن الشواغل الحسية اذا قلّت تكون للنفس فرصة الاتصال بالعالم القدسي]
إذا
قلت الشواغل الحسية- و بقيت شواغل أقل- لم يبعد أن يكون للنفس فلتات- تخلص عن شغل التخيل
إلى جانب القدس- فانتقش فيها نقش من الغيب- فساح إلى عالم التخيل- و انتقش في الحس
المشترك- و هذا في حال النوم أو في حال مرض ما يشغل الحس- و يوهن التخيل فإن التخيل
قد يوهنه المرض- و قد يوهنه كثرة الحركة لتحلل الروح الذي هو آلته- فيسرع إلى سكون
ما و فراغ ما- فتنجذب النفس إلى جانب الأعلى بسهولة- فإذا طرأ على النفس نقش- انزعج
التخيل إليه و تلقاه أيضا- و ذلك إما لمنبه من هذا الطارئ- و حركة التخيل بعد استراحته
أو وهنه- فإنه سريع إلى مثل هذا التنبه- و إما لاستخدام النفس الناطقة له طبعا- فإنه
معاون للنفس عند أمثال هذه السوانح- فإذا قبله التخيل حال تزحزح الشواغل عنها- انتقش
في لوح الحس المشترك أقول يكون للنفس فلتات- أي فرص تجدها النفس فجأة و ساح أي جرى-
و التزحزح التباعد- و المعنى أن الشواغل الحسية إذا قلت- أمكن أن تجد النفس فرصة اتصال
بالعالم
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 407