نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 405
الاعتمال-
و الاعتمال هو العمل مع اضطراب متصرفين فيه- بما يعنيهما من الأمور المعقولة أو الموهومة-
أما إذا سكن أحد الشاغلين على ما سيأتي- فربما عجز الشاغل الآخر عن الضبط- فرجع التخيل
إلى فعله- فلوح التصور في الحس المشترك مشاهدة- و اعتراض الفاضل الشارح بأن الصغير
إن أمكن أن يقبل الصور الكبيرة من غير تشويش- أمكن أن يقبل الحس المشترك الصنفين من
الصور- و إن لم يمكن- استحال أن يكون الجزء الصغير من الدماغ- محلا للأشباح العظيمة-
مدفوع بعد ما مر بما ذكره في فصل مفرد- و هو أن التفات النفس إلى أحد الجانبين- يمنعها
عن الالتفات إلى الجانب الآخر
(15)
إشارة [في بيان اول الاحوال التي يسكن فيها أحد الشاغلين]
النوم
شاغل للحس الظاهر شغلا ظاهرا- و قد يشغل ذات النفس أيضا في الأصل- بما ينجذب معه إلى
جانب الطبيعة- المستهضمة للغذاء المتصرفة فيه- الطالبة للراحة عن الحركات الأخرى- انجذابا
قد دللت عليه- فإنها إن استبدت بأعمال نفسها- شغلت الطبيعة عن أعمالها شغلا ما- على
ما نبهت عليه- فيكون من الصواب الطبيعي- أن يكون للنفس انجذاب ما إلى مظاهرة الطبيعة-
شاغل على أن النوم أشبه بالمرض منه بالصحة- فإذا كان كذلك كانت القوى المتخيلة الباطنة
قوية السلطان- و وجدت الحس المشترك معطلا- فلوحت فيه النقوش المتخيلة مشاهدة- فيرى
في المنام أحوال في حكم المشاهدة أقول يريد أن يذكر الأحوال- التي يسكن فيها أحد الشاغلين
المذكورين أو كلاهما- و بدأ بالنوم فإن سكون الحس (134) الظاهر- الذي هو أحد الشاغلين
فيه ظاهر غني عن الاستدلال- و سكون الشاغل الثاني أيضا يكون أكثريا- و ذلك لأن الطبيعة
في حال النوم- مشتغلة في أكثر الأحوال بالتصرف في الغذاء و هضمه- و يطلب الاستراحة
عن سائر الحركات المقتضية للإعياء- فتنجذب النفس إليها بشيئين- أحدهما أن النفس لو
لم تنجذب إليها- بل أخذت في شأنها لشايعتها الطبيعة على ما مر- فاشتغلت عن تدبير الغذاء-
فاختل أمر البدن- لكنها مجبولة على تدبير البدن- فهي تنجذب بالطبع نحوها لا محالة-
و الثاني أن النوم بالمرض أشبه منه بالصحة- لأنه حال تعرض للحيوان بسبب- احتياجه
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 405