نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 402
دون
حركته الفكرية- التي تفتقر فيها كثيرا إلى آلته- و عرض أيضا شيء آخر- و هو أن النفس
أيضا إنما تنجذب إلى جهة الحركة القوية- فتتخلى عن أفعالها التي لها بالاستبداد- و
إذا استماتت النفس من ضبط الحس الباطن تحت تصرفها- خارت الحواس الظاهرة أيضا- و لم
يتأد عنها إلى النفس ما يعتد به أقول الموعود في الفصل السابق- مبني على مقدمات- منها
ما ذكره في هذا الفصل- و هو أن اشتغال النفس ببعض أفاعيلها- (131) يمنعها عن الاشتغال
بغير تلك الأفاعيل- و هو المراد من قوله- القوى النفسانية متجاذبة متنازعة- و تمثل
بالغضب و الشهوة- ثم بالحس الباطن و الظاهر- و لما كان تعلق المطلوب بالمثال الأخير
أكثر أعاده- ليذكر أحكامه- و بدأ باشتغال النفس بالحس الظاهر عن الباطن- بقوله فإذا
انجذب الحس الباطن إلى الحس الظاهر- أمال العقل آلته- أي جعل الانجذاب الفكر- الذي
هو آلة العقل في حركته العقلية- مميلا للعقل نحو الظاهر منبتا منقطعا- دون تلك الحركة
المفتقرة إلى الآلة- و في بعض النسخ أمال العقل إليه- أي أمال ذلك الانجذاب العقل إليه-
و في بعض النسخ أضل العقل آلته- أي أضل في سلوكه سبيله بحركته تلك- ثم قال و عرض أيضا
شيء آخر- أي و عرض مع اشتغال النفس بالحس الظاهر- و استعمالها الفكر فيما تدركه شيء
آخر- و هو تخيلها عن أفعالها الخاصة يعني التعقل- ثم ذكر أحكام عكس هذه الصورة- و هو
اشتغال النفس بالحس الباطن عن الظاهر- فقال و إذا استمكنت النفس- من ضبط الحس الباطن
تحت تصرفها- خارت الحواس الظاهرة أي ضعفت- يقال خار الحر و الرجل أي ضعف و انكسر- و
في بعض النسخ حارت أي تحيرت في أمرها- و الباقي ظاهر
(12)
تنبيه [على مقدمة اخرى هي أيضا تفصيل شرائط ارتسام النفس]
الحس
المشترك- و هو لوح النقش الذي إذا تمكن منه- صار النقش في حكم المشاهدة- و ربما زال
الناقش الحسي عن الحس- و بقيت صورته هنيهة في الحس المشترك- فبقي في حكم المشاهد دون
المتوهم- و ليحضر ذكرك ما قيل لك- في أمر القطر النازل خطا مستقيما- و انتقاش النقطة
الجوالة محيطة دائرة- فإذا تمثلت الصورة في لوح الحس المشترك- صارت مشاهدة- سواء كان
في ابتداء حال ارتسامها فيه- من المحسوس الخارج- أو بقائها مع
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 402