نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 371
تنازع
العقل و لا تزاحم السر حالة المشاهدة- فيخلص العقل إلى ذلك العالم- و يكون جميع ما
تحته من الفروع و القوى- منخرطة معه في سلك التوجه إلى ذلك الجانب
(4)
إشارة [في إثبات النبوة و الشريعة]
لما
لم يكن الإنسان- بحيث يستقل وحده بأمر نفسه- لا بمشاركة آخر من بني جنسه- و بمعاوضة
و معارضة تجريان بينهما- يفرغ كل واحد منهما لصاحبه عن مهم- لو تولاه بنفسه لازدحم
على الواحد كثير- و كان مما يتعسر إن أمكن- وجب أن يكون بين الناس معاملة و عدل- يحفظه
شرع يفرضه شارع متميز- باستحقاق الطاعة لاختصاصه بآيات- تدل على أنها من عند ربه- و
وجب أن يكون للمحسن و المسيء جزاء- من عند القدير الخبير- فوجب معرفة المجازي و الشارع-
و مع المعرفة سبب حافظ للمعرفة- ففرضت عليهم العبادة المذكرة للمعبود- و كررت عليهم
ليستحفظ التذكير بالتكرير- حتى استمرت الدعوة إلى العدل المقيم لحياة النوع- ثم زيد
لمستعمليها بعد النفع العظيم في الدنيا- الأجر الجزيل في الأخرى- ثم زيد للعارفين من
مستعمليها المنفعة- التي خصوا بها فيما هم مولون وجوههم شطره- فانظر إلى الحكمة ثم
إلى الرحمة و النعمة- تلحظ جنابا تبهرك عجائبه ثم أقم و استقم لما ذكر في الفصل المتقدم
أن الزهد و العبادة- إنما يصدران (106) من غير العارف- لاكتساب الأجر و الثواب في الآخرة-
أراد أن يشير إلى إثبات الأجر و الثواب المذكورين- فأثبت النبوة و الشريعة و ما يتعلق
بهما- على طريقة الحكماء- لأنه متفرع عليهما و إثبات ذلك مبني على (107) قواعد- و تقريرها
أن نقول الإنسان لا يستقل وحده بأمور معاشه- لأنه يحتاج إلى غذاء و لباس و مسكن و سلاح
لنفسه- و لمن يعوله من أولاده الصغار و غيرهم- و كلها صناعية لا يمكن أن يرتبها صانع
واحد- إلا في مدة لا يمكن أن يعيش تلك المدة فاقدا إياها- أو يتعسر إن أمكن لكنها تتيسر
لجماعة- يتعاونون و يتشاركون في تحصيلها- يفرغ كل واحد منهم لصاحبه عن بعض ذلك- فيتم
بمعاوضة و هي أن يعمل كل واحد- مثل ما يعمله الآخر- و معاوضة و هي أن يعطي كل واحد
صاحبه- من عمله بإزاء ما يأخذه منه من عمله- فإذن
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 371