نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 267
البتة-
إلا و يعرض للقوة العاقلة كلال- كما يعرض لا محالة لقوى الحس و الحركة- و لكن ليس يعرض
هذا الكلال- بل كثيرا ما تكون القوى الحسية و الحركية- في طريق الانحلال و القوة العقلية-
إما ثابتة و إما في طريق النمو و الازدياد- و ليس إذا كان يعرض لها- مع كلال الآلة
كلال يجب أن لا يكون لها فعل بنفسها- و ذلك لأنك علمت أن استثناء عين التالي لا ينتج-
و أزيدك بيانا فأقول- إن الشيء قد يعرض له من غيره ما يشغله عن فعل نفسه- فليس ذلك
دليلا على أنه لا فعل له في نفسه- و أما إذا وجد و قد لا يشغله غيره- فلا يحتاج إليه
فدل على أن له فعلا بنفسه أقول التبصرة جعل غير البصير كالأعمى بصيرا- و التنبيه جعل
غير اليقظان كالنائم يقظانا- ففي تسمية هذا الفصل بالتبصرة دون التنبيه- تعريض بأن
البحث المذكور فيه- أوضح من الأبحاث المذكورة في الفصول الموسومة بالتنبيهات- لأن المبالغة
عند حث الغافل عن إدراك الشيء الحاضر أمامه- إنما تكون في نسبته إلى العمى- أكثر منها
في نسبته إلى النوم- و أما كون هذا البحث أوضح من غيره- فلأنه يفيد استبصار العاقل
لذاته بذاته- و ما عداه يفيد استبصاره بغيره- فقوله إذا كانت النفس الناطقة- قد استفادت
ملكة الاتصال بالعقل الفعال- لم يضرها فقدان الآلات- تكرار لما سلف في الفصل المتقدم-
مع مزيد فائدة- و هي أن فقدان الآلات- بعد حصول ملكة الاتصال للنفس بالعقل الفعال-
لا يضرها في بقائها في نفسها- و لا في بقائها على كمالاتها الذاتية- المستفادة من العقل
الفعال- فإن الفاعل و القابل لها موجودان معا- عند فقدان الآلات- و الآلات المفقودة
ليست بالآلات لها
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 267