نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 1 صفحه : 121
إذا
حكم على البعض بحكم وجب من ذلك أن يكون الباقي بالخلاف فالمهمل و إن كان بصريحة في
قوة الجزئي فلا مانع أن يصدق كليا أقول: الحكم في المهملة على الطبيعة المجردة المذكورة،
و صيغة القضية لا تدل بالوضع على كلية الحكم و لا على جزئيته بل يحتمل كل واحد منهما
و لا يخلو في نفس الأمر عنهما معا كما مر في السلب عن الكل لكن الكلية منها تستلزم
الجزئية من غير عكس فالجزئية صادقة في كل حال و الكلية باقية على الاحتمال، فإذن فحوى
القضية الحكم على البعض بالقطع كما كان في المحصورتين الجزئيتين، و هذا هو السبب لكونها
في قوة الجزئية، و إنما قال في قوتها لأنها ليست تدل بالوضع على ذلك بل بالعقل. و الفاضل
الذي حكم بأن دلالة الالتزام مهجورة في العلوم مطلقا فقد اضطر إلى أن حكم بأن هذه الدلالة
دلالة الالتزام، و ألفاظ الكتاب ظاهرة، و لما بين أن المهملة في حكم الجزئية و كانت
الشخصيات مما لا يعتد بها في العلوم فإذن القضايا المعتبرة هي المحصورات الأربع.
[الخامس]
إشارة إلى حصر الشرطيات و إهمالها.
و
الشرطيات أيضا قد يوجد فيها إهمال و حصر فإنك إذا قلت كلما كانت الشمس طالعة فالنهار
موجود أو قلت دائما إما أن يكون العدد زوجا أو يكون فردا فقد حصرت الحصر الكلي الموجب،
و إذا قلت ليس البتة إذا كانت الشمس طالعة فالليل موجود أو قلت ليس البتة إما أن يكون
الشمس طالعة و إما أن يكون النهار موجودا فقد حصرت الحصر الكلي السالب، و إذا قلت قد
يكون إذا طلعت الشمس فالسماء متغيمة أو قلت قد يكون إما أن يكون في الدار زيد و إما
أن يكون فيها عمرو فقد حصرت الحصر الجزئي الموجب، و إذا قلت ليس كلما كانت الشمس طالعة
فالسماء مصحية أو قلت ليس دائما إما أن يكون الحمى صفراوية و إما دموية فقد حصرت الحصر
الجزئي السالب أقول: حصر الشرطيات و إهمالها لا يتعلق بحال أجزائها في الحصر و الإهمال،
بل بحال الاتصال و الانفصال فإن الحكم بتعميم ثبوتهما أو تخصيصه يقتضي الحصر،
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 1 صفحه : 121