نام کتاب : الاقتصاد في الاعتقاد نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 147
الباب الثالث في الامامة
النظر في الإمامة أيضا ليس من المهمات، و ليس أيضا من
فن المعقولات فيها من الفقهيات، ثم إنها مثار للتعصبات و المعرض عن الخوض فيها أسلم
من الخائض بل و إن أصاب، فكيف إذا أخطأ! و لكن إذا جرى الرسم باختتام المعتقدات به
أردنا أن نسلك المنهج المعتاد فإن القلوب عن المنهج المخالف للمألوف شديدة النفار،
و لكنا نوجز القول فيه و نقول: النظر فيه يدور على ثلاثة أطراف:
الطرف الأول: في بيان وجوب نصب الإمام.
و لا ينبغي أن تظن أن وجوب ذلك مأخوذ من العقل، فإنا بينا
أن الوجوب يؤخذ من الشرع إلا أن يفسر الواجب بالفعل الذي فيه فائدة و في تركه أدنى
مضرة، و عند ذلك لا ينكر وجوب نصب الإمام لما فيه من الفوائد و دفع المضار في الدنيا،
و لكنا نقيم البرهان القطعي الشرعي على وجوبه و لسنا نكتفي بما فيه من إجماع الأمة،
بل ننبه على مستند الإجماع و نقول: نظام أمر الدين مقصود لصاحب الشرع عليه السلام قطعا،
و هذه مقدمة قطعية لا يتصور النزاع فيها، و نضيف إليها مقدمة أخرى و هو أنه لا يحصل
نظام الدين إلا بإمام مطاع فيحصل من المقدمتين صحة الدعوى و هو وجوب نصب الإمام.
نام کتاب : الاقتصاد في الاعتقاد نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 147