نام کتاب : الاقتصاد في الاعتقاد نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 131
الطريقة الثانية: أن تثبت نبوته بجملة من الأفعال الخارقة
للعادات
التي ظهرت عليه، كانشقاق القمر، و نطق العجماء، و تفجر
الماء من بين أصابعه، و تسبيح الحصى في كفه، و تكثير الطعام القليل، و غيره من خوارق
العادات، و كل ذلك دليل على صدقه، فان قيل: آحاد هذه الوقائع لم يبلغ نقلها مبلغ التواتر،
قلنا: ذلك أيضا إن سلم فلا يقدح في العرض مهما كان المجموع بالغا مبلغ التواتر، و هذا
كما أن شجاعة علي رضوان اللّه عليه و سخاوة حاتم معلومان بالضرورة على القطع تواترا،
و آحاد تلك الوقائع لم تثبت تواترا، و لكن يعلم من مجموع الآحاد على القطع ثبوت صفة
الشجاعة و السخاوة، فكذلك هذه الأحوال العجيبة بالغة جملتها مبلغ التواتر، لا يستريب
فيها مسلم أصلا، فان قال قائل من النصارى: هذه الأمور لم تتواتر عندي لا جملتها و لا
آحادها، فيقال: و لو انحاز يهودي إلى قطر من الأقطار و لم يخالط النصارى و زعم أنه
لم تتواتر عنده معجزات عيسى، و إن تواترت فعلى لسان النصارى و هم مهتمون به، فبما ذا
ينفصلون عنه؟ و لا انفصال عنه إلا أن يقال: ينبغي أن يخالط القوم الذين تواتر ذلك بينهم
حتى يتواتر ذلك إليك، فان الاصم لا تتواتر عنده الاخبار، و كذا المتصامم، فهذا أيضا
عذرنا عند إنكار واحد منهم التواتر على هذا الوجه.
نام کتاب : الاقتصاد في الاعتقاد نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 131