responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد في الاعتقاد نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 125

بهذا أن الفعل مهما علم أنه فعل اللّه تعالى و أنه خارج عن مقدور البشر و اقترن بدعوى النبوة حصل العلم الضروري بالصدق و كان الشك من حيث الشك في أنه مقدور البشر أم لا، فأما بعد معرفته كونه من فعل اللّه تعالى لا يبقى للشك مجال أصلا البتة، فان قيل فهل تجوزون الكرامات؟ قلنا: اختلف الناس فيه، و الحق ذلك جائز فإنه يرجع إلى خرق اللّه تعالى العادة بدعاء إنسان أو عند حاجته و ذلك مما لا يستحيل في نفسه لأنه ممكن، و لا يؤدي إلى محال آخر، فإنه لا يؤدي إلى بطلان المعجزة لأن الكرامة عبارة عما يظهر من غير اقتران التحدي به، فان كان مع التحدي فإنا نسميه معجزة و يدل بالضرورة على صدق المتحدي؛ و إن لم تكن دعوى فقد يجوز ظهور ذلك على يد فاسق لأنه مقدور في نفسه؛ فإن قيل: فهل من المقدور إظهار معجزة على يد كاذب؟ قلنا: المعجزة مقرونة بالتحدي منه سبحانه نازلة منزلة قوله صدقت و أنت رسول، و تصديق الكاذب محال لذاته و كل من قال له أنت رسولي صار رسولا و خرج عن كونه كاذبا، فالجمع بين كونه كاذبا و بين ما ينزل منزلة قوله أنت رسولي محال لأن معنى كونه كاذبا أنه ما قيل له أنت رسولي، و معنى المعجزة أنه قيل له أنت رسولي؛ فإن فعل الملك على ما ضربنا من المثال كقوله أنت رسولي بالضرورة، فاستبان أن هذا غير مقدور لأنه محال و المحال لا قدرة عليه. فهذا تمام هذا القطب و لنشرع في إثبات نبوة نبينا محمد صلى اللّه عليه و سلم و إثبات ما اخبر هو عنه و اللّه أعلم.

نام کتاب : الاقتصاد في الاعتقاد نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست