responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد    جلد : 1  صفحه : 75
[في العدل و الحكمة]
قال «قدّس اللّه روحه»:
و يجب أن يعتقد أنّه تعالى [عدل‌] حكيم، لأنّه لا يفعل قبيحا، و لا يخلّ بواجب، و إلّا لكان ناقصا، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا.
أقول: اعلم أنّ أركان الإيمان أربعة، و هي: التّوحيد، و العدل، و النّبوّة، و الإمامة، فلمّا ذكر الرّكن الأوّل منها و هو ركن التّوحيد و ذكر ما فيه من المسائل، شرع في بيان الثّاني و هو ركن العدل.
و المراد بالعدل، هو: تنزيه ذات الباري تعالى عن فعل [1] القبيح، و الإخلال بالواجب؛ فنقول:
الفعل القبيح، هو: الّذي يستحقّ فاعله الذّمّ، و تاركه المدح، و الواجب، هو:
الّذي يستحقّ فاعله المدح، و تاركه الذّمّ.
و الدّليل على أنّه تعالى لا يفعل القبيح: لأنّ القبيح لا يفعله فاعل إلّا لجهله بقبحه، أو احتياجه إليه مع علمه بقبح ذلك، و كلّ واحد من الجهل و الحاجة نقص، لأنّ الجهل مقابل للعلم الّذي هو كمال، و الحاجة مقابلة للاستغناء الّذي هو كمال، و مقابل الكمال نقص، و اللّه تعالى منزّه عن النّقص، فلو صدر عنه القبيح، لكان ناقصا. تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا.
و إنّما قلنا: انّ الفاعل للقبيح لا يفعله إلّا جاهل أو محتاج، لأنّ العالم بالقبيح المستغني عنه لا يفعله البتّة، لعدم الدّاعي إليه، و وجود الصّارف عنه، و مع ذلك لا يوجد الفعل من الفاعل.
و أيضا: فقد ثبت أنّه غنيّ، فلا يكون له حاجة إلى فعل القبيح، و ثبت أنّه عالم بجميع المعلومات، فيكون عالما بقبح القبيح، و عالما باستغنائه عنه، و الغنيّ عن فعل القبيح، العالم بقبحه، لا يفعله ضرورة.

[1] ليست في «ج».
نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست