نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 53
يكون المؤثّر فيه جزؤه، و إلّا لزم أن يكون ذلك الجزء
مؤثّرا في [الجميع لأنّ المؤثّر في الجملة مؤثّر في] كلّ واحد من أجزائها، و من جملة
الأجزاء نفسه و علله، فيلزم أن يكون مؤثّرا في نفسه و في علله، و هو محال. فبقي أن
يكون المؤثّر فيها خارجا عنها، و هو الواجب، فثبت بطلان التّسلسل، و إذا بطل الدّور
و التّسلسل، ثبت أنّ صانع العالم قديم، و هو المطلوب.
[في وجوب وجوده تعالى]
قال «قدّس اللّه روحه»:
و يجب أن يعتقد أنّه تعالى واجب الوجود [1]، لأنّه لو
كان ممكن الوجود [2]، لافتقر إلى مؤثّر: فإمّا أن يدور، أو يتسلسل، أو ينتهي إلى واجب
الوجود، و هو المطلوب. [1] أحكام الواجب أربعة:
1- لا يكون واجبا بالغير، لأنّ معنى وجوبه بالذّات أنّه
لم يوجد بسبب موجد، و معنى وجوبه بالغير أنّه وجد بسبب، و عليه يلزم اجتماع النقيضين،
و هو محال.
2- لا يمكن أن يكون مركبا، لأنّ المركّب مفتقر إلى أجزائه،
و الواجب غير مفتقر إلى شيء، و كما لا يكون الغير جزءا له، كذلك لا يكون هو جزءا للغير.
3- وجود الواجب نفس حقيقته، و لا شيء غير الوجود؛ إذ
لو كان للواجب ماهيّة زائدة على وجوده لكان الوجود عارضا و وصفا له، و الوصف مفتقر
إلى الموصوف، و الواجب لا يفتقر إلى شيء.
4- لا يكون الواجب أكثر من واحد، لأنّه: إمّا ان لا يكون
بين الواجبين أيّة علاقة بحيث يكون أحدهما مباينا للآخر، و إمّا أن يكون أحدهما علّة
للثّاني، و إمّا أن يكونا معلولين لعلّة ثالثة، و على الأوّل لا يكون كلّ منهما واجبا؛
إذ المفروض أنّهما متباينان، و على الوجهين الآخرين يكون الواجب مفتقرا إلى علّة، و
هو خلاف الفرض. و كما لا يكون أكثر من واحد كذلك لا يجوز عليه العدم، لأنّه واجب الوجود
بالذّات. معالم الفلسفة الاسلاميّة: 38: [2] أحكام الممكن أربعة:
1- أن لا تقتضي ذاته وجودا و لا عدما؛ إذ لو اقتضت الوجود،
لكان الممكن واجبا لذاته، و لو اقتضت العدم، لكان ممتنعا لذاته، و هو خلاف الفرض.
2- أنّ الإمكان الذّاتي وصف ملازم للممكن لا ينفكّ عنه
بحال، لأنّه لو انفكّ عنه، لانقلب الإمكان إلى الامتناع أو الوجوب، و قدّمنا أنّ ذلك
محال.
نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 53