نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 50
[في وجوب النّظر]
و إذا كانت معرفة اللّه تعالى واجبة و هي لا تتمّ إلّا
بالنّظر، فيكون النّظر واجبا، لأنّ ما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجب، فثبت وجوب
النّظر عقلا على كلّ مكلّف.
[في الاستدلال على حدوث العالم]
و أمّا كيفيّة النّظر و الاستدلال به؛ فيقول المكلّف:
هذا العالم موجود، و كلّ موجود [فهو] إمّا قديم أو محدث [1]، لانحصار الموجود فيهما؛
فالعالم لا يخلو: إمّا أن يكون قديما أو محدثا، لا جائز أن يكون قديما، فتعيّن أن يكون
محدثا، و إذا كان محدثا فهو مصنوع، و كلّ مصنوع لا بدّ له من صانع بالضّرورة.
و إنّما قلنا: انّ العالم لا يجوز له أن يكون قديما، لأنّ
العالم: إمّا أجسام، أو أعراض حالّة في الأجسام، فلو كانت الأجسام قديمة، لكانت في
القدم حاصلة في مكان، لأنّ ذلك لازم لها، لأنّ وجود جسم لا في مكان محال، و إذا كانت
الأجسام في القدم في مكان؛ فإمّا أن تكون ثابتة فيه أولا؛ فإن كانت ثابتة فيه فهي السّاكنة،
و إن لم تكن ثابتة فيه فهي المتحرّكة، فثبت أنّ كلّ جسم لا يخلو من الحركة و السّكون،
[فلو كان الجسم قديما لكان في القدم: إمّا ساكنا أو متحرّكا]، و القسمان و هما: [كون
الجسم] [2] في القدم متحرّكا أو ساكنا، باطلان.
أمّا بطلان الحركة؛ فلأنّ ماهيّتها [أي: حقيقتها] تستدعي
[أي: تقتضي] المسبوقيّة بالحصول الأوّل بالغير، لأنّ الحركة عبارة عن الحصول الأوّل
في المكان الثّاني، فيكون مسبوقا بالحصول الأوّل [في المكان الأوّل] الّذي هو غيره،
و المسبوق بغيره لا يكون قديما، لأنّ القديم هو: الّذي لا يسبقه غيره، فلا يعقل قدم
الحركة، فثبت حدوث الحركة.
و أمّا السّكون؛ فلأنّه عبارة عن الحصول الثّاني في المكان
الأوّل، و الحصول الثّاني مسبوق بالحصول الأوّل الّذي هو غيره، و المسبوق بغيره لا
يكون قديما، فثبت [1] في النّسخة الحجريّة: حادث. [2] «ج»: كونه.
نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 50