نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 40
المصطفى، و على المعصومين من أنبائه [1].
و بعد: فقد بيّنت في هذه المقالة: «واجب الاعتقاد على
جميع العباد» و لخّصت فيها ما يجب معرفته من المسائل الاصوليّة [على الأعيان]، و ألحقت
به بيان الواجب من اصول العبادات، و اللّه الموفّق للخيرات.
[في ذكر الحمد و الشّكر و الفرق بينهما]
أقول: الحمد: هو الثّناء [اللسانيّ] على الفعل الجميل
[2] الاختياريّ، فغير الاختياريّ، كالتّنفّس الضّروريّ للإنسان و وقوعه من علوّ لا
يتعلّق به مدح و لا ذمّ.
و الشّكر: هو الاعتراف بنعمة المنعم مع التّعظيم، و الفرق
بينهما أنّ كلّ واحد منهما أعمّ من الآخر من وجه، و أخصّ من وجه.
أمّا بيان عموم الحمد؛ فلأنّه يكون ابتداءً و في مقابلة
النّعمة. و أمّا بيان خصوصه؛ فلأنّه يكون بالقول دون الفعل.
و أمّا بيان عموم الشّكر؛ فلأنّه يكون بالقول و الفعل،
[كما] تقول: ركعت شكرا و سجدت شكرا.
و أمّا بيان خصوصه؛ فلأنّه لا يكون إلّا في مقابلة النّعمة،
فإذا قلت: فلان شخص عالم كريم، و لم يكن له عليك نعمة، فهذا حمد لا شكر. و إذا قلت:
سجدت للّه، فهذا شكر لا حمد، و إذا قلت: فلان أنعم عليّ
فجزاه اللّه خيرا و أحسن إليه، فهذا حمد و شكر.
[اسم الجلالة و شئونه]
و للّه؛ جارّ و مجرور، و أصله «اللّه» حذفت الهمزة عند
دخول اللّام، لأنّها همزة وصل، و أصل اللّه «إله» حذفت الألف لا لعلّة، فبقي «لاه»،
ثمّ عوّضوا عن المحذوف الألف و اللّام الّتي للتّعريف، فبقي «اللّه»، ثمّ فخّموه فصار
«اللّه» بالتّفخيم، و إذا كان ما قبل لفظة الجلالة مكسورا كانت مرقّقة؛ كما في «للّه»
و إذا [1] قال صاحب اللّسان: قال أبو منصور: سمّى الحجج أنباء،
و هي جمع النّبإ، لأنّ الحجج أنباء عن اللّه- عزّ و جلّ. لسان العرب 1: 162 (مادّة
نبأ). و كذا سيأتي شرحها. [2] «ج»: الحسن.
نام کتاب : الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد نویسنده : الفاضل المقداد جلد : 1 صفحه : 40