و لمّا علونا و استوينا عليهم
تركناهم صرعى لنسر و طائر [2]
أى استولينا عليهم؛ و هو من أحسن التأويلات
و أقربها [3].
فإن قيل: حمل الاستواء على الاستيلاء، يشعر
بسبق المغالبة و تقدم المقاومة؛ و هو ممتنع على الله- تعالى-.
/ سلمنا عدم إشعاره بذلك، غير أنه لا فائدة
في تخصيص العرش بذلك، مع تحقيقه بالنسبة إلى كل الحوادث.
قلنا: أما الأول، فإنه [4] و إن جاز أن يكون
الاستيلاء مسبوقا بالمقاومة، و لكن لا يلزم أن يكون مسبوقا بها، و لا لفظ الاستيلاء
مشعر به، و إلا لكان لفظ الغالب مشعر به؛ و ليس كذلك. بدليل قوله- تعالى-: وَ اللَّهُ
غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ [5].
و أما الثانى: فمندفع أيضا؛ فإنه جاز أن
تكون فائدة تخصيص العرش بالذكر للتشريف، كما سبق. و جاز أن يكون ذلك للتنبيه بالأعلى
على الأدنى من حيث أن العرش في اعتقاد الخلائق أعظم المخلوقات، و أجل الكائنات.
[1] القائل الأخطل:
و قد قاله في بشر بن مروان- انظر ديوان الأخطل
الطبعة الثانية ص 390 ط. دار المشرق ببيروت. [2] ورد هذا البيت في الشامل لإمام الحرمين
ص 550. [3] فى ب (و أقواها). [4] فى ب (فلأنه). [5] سورة يوسف 12/ 21.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 1 صفحه : 462