الحسين 7 فقال: لقد حذرتهم فلم يقبلوا مني، ثم قام من ساعة، و دخل على الوالي، فقال الوالي: يا أبا عبد اللّه بلغني قتل غلمانك، فآجرك اللّه فيهم، فقال الحسين 7 فإني أدلك على من قتلهم، فاشدد يدك بهم، قال: أ تعرفهم يا ابن رسول اللّه؟ قال: نعم كما أعرفك، و هذا منهم. و أشار بيده إلى رجل واقف بين يدي الوالي. فقال الرجل: و من أين قصدتني بهذا؟ و من أين تعرف أني منهم؟ فقال له الحسين 7 إذا أنا صدقتك فتصدقني؟ فقال الرجل: و اللّه لأصدقنك، فقال:

خرجت و معك فلان و فلان و ذكرهم كلهم فمنهم أربعة من موالي المدينة و الباقون من حبشان المدينة فقال الوالي للرجل: و رب القبر و المنبر لتصدقنّني أو لأهرين لحمك بالسياط! فقال الرجل: و اللّه ما كذب الحسين، لقد صدق و كأنه كان معنا فجمعهم الوالي جميعا فضرب أعناقهم‌ [1].

29- قال: و منها: أن رجلا سار إلى الحسين 7، فقال جئتك أستشيرك في تزويجي فلانة، قال: لا أحب لك ذلك و كانت كثيرة المال، و كان الرجل أيضا مكثرا، فخالف الحسين 7 فتزوّج بها فلم يلبث الرجل حتى افتقر، فقال له الحسين 7 قد أشرت عليك أن تخلي سبيلها فإن اللّه يعوضك عنها خيرا منها، ثم قال: فعليك بفلانة فتزوجها، فما مضى له سنة حتى كثر ماله، و ولدت له ولدا ذكرا و رأى منها ما أحب‌ [2].

30- قال: و منها: أنه لما ولد الحسين 7 أمر اللّه جبرئيل 7 أن يهبط في ملأ من الملائكة فيهنّئ محمدا فهبط فمرّ بجزيرة فيها ملك يقال له فطرس بعثه اللّه تعالى في شي‌ء فأبطأه فكسر جناحه فألقاه في تلك الجزيرة فعبد اللّه سبعمائة سنة، فقال فطرس لجبرئيل 7: إلى أين؟ قال: إلى محمّد، قال: فاحملني معك إليه لعله يدعو لي فلما دخل جبرئيل و أخبر محمّدا بحال فطرس، قال له النبي: قل له يمسح بهذا المولود جناحه، فمسح فطرس بمهد الحسين 7 فأعاد اللّه تعالى في الحال جناحه ثم ارتفع جبرئيل إلى السماء [3].

أقول: قد روى حديث فطرس أكثر المحدثين في كتبهم.

31- قال: و منها: أنه 7 لما أراد العراق قالت له أم سلمة رضي اللّه عنها

[1] الخرائج و الجرائح: 1/ 246 ح 3.

[2] الخرائج و الجرائح: 1/ 248 ح 4.

[3] الخرائج و الجرائح: 1/ 253 ح 6.