125- و روى كتابا كتبه معاوية إلى أمير المؤمنين 7 يقول فيه كان أفضل الناس عند النبي 6 خليفته و خليفة خليفته، و الخليفة الثالث المظلوم عثمان، فكلهم حسدت و على كلهم بغيت، عرفنا ذلك في نظرك الشزر و قولك الهجر، و تنفسك الصعداء و إبطائك بالبيعة عن الخلفاء في ذلك، تقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى تبايع و أنت كاره، ثم ذكر معاوية في كتابه أن عليا خذل عثمان، و أعان على قتله، و طلب أن يدفع إليه قتلة عثمان، ثم روى جواب أمير المؤمنين 7 لمعاوية و هو طويل يقول فيه ذكرت يا معاوية حسدي الخلفاء، و بغيي عليهم، فمعاذ اللّه من الحسد و البغي بل أنا المحسود و المبغي عليه، فأما الإبطاء عن بيعتهم و النكرة لأمرهم، فإني لست أعتذر إلى الناس منه، إلى أن قال:
و لا أرى أصحابي سلموا من أن يكونوا لحقي أخذوا، أو للأنصار ظلموا بل قد عرفت أن حقي هو المأخوذ، ثم ذكر أن عثمان قتل منهم قبل أن يقتلوه[2].
أقول: و لا يخفى ما في هذا الكتاب و الجواب من الدلالة على أن الثلاثة جحدوا النص و ردوه، و عصوا النبي 6 و خالفوه، و طلبوا الملك، و غصبوه، و ألزموا إمامهم بيعتهم، و أكرهوه و أخذوا حقه و ظلموه و آذوه و آذوا فاطمة بما فعلوه، و لا يخفى عليّ ما يترتب على هذه الوجوه، يوم تبيض وجوه و تسودّ وجوه، فالعجب من نقل أعيان السنة لما نقلوه.
126- و بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه 6: لما عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على باب الجنة: لا إله إلا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ حبيب اللّه، الحسن و الحسين صفوة اللّه، فاطمة أمة اللّه، على مبغضيهم لعنة اللّه[3].
127- و بإسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليا 7 يقول: بايع الناس أبا بكر و أنا و اللّه أولى و أحق بها منه فسكت مخافة أن يرجع الناس كفارا، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع أبو بكر لعمر، و أنا و اللّه أحق بالأمر منه فسكت مخافة أن يرجع الناس كفارا، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان، إذا لا أسمع و لا أطيع (الحديث)[4].