حجة، و لا يقطع عذرا، و قد كان يزيغ في أمره وقتا ما، و لقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه، فمنعت من ذلك إشفاقا و حفيظة على الإسلام، لا و رب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا و لو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول اللّه 6 أني علمت ما في نفسه فأمسك، و أبى اللّه إلا إمضاء ما حتم‌ [1].

أقول: قد رأيت الخبر في شرح نهج البلاغة.

الفصل الثاني‌

36- و روى محمد بن عمر الكشي من علمائنا، في كتاب الرجال، قال:

أخبرني بعض رواة العامة عن محمد بن إسحاق‌ [2]، و ذكر حديثا فيه أن معاوية قال ذات يوم: أ لا نرسل إلى هذا السفيه محمّد بن أبي حذيفة فنبكته و نخبره بضلاله و نأمره أن يقوم فيسب عليا.

أقول: قد روى جماعة من العامة في كتبهم عن النبي 6، أنه قال لعلي 7‌: يا علي من سبك فقد سبني، و من سبني فقد سب اللّه، و من سب اللّه أدخله نار جهنم.

الفصل الثالث‌

37- و روى علي بن موسى بن طاوس من علمائنا، في كتاب الطرائف، في معرفة مذاهب الطوائف و قد سمى نفسه فيه عبد المحمود بن داود الذمي، كما فعل أخوه في كتاب عين العبرة لما مرّ، فقال فيه: و من كتاب المناقب رواية ابن المغازلي الشافعي، عن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول اللّه 6: من ناصب عليا في الخلافة بعدي فهو كافر، و قد حارب اللّه و رسوله و من شك في علي فهو كافر [3].

38- قال: و روى ابن المغازلي عن عبد اللّه بن بريدة، قال: قال رسول اللّه 6: من ناصب وصيي و وارثي فهو كافر، و إن وصيي و وارثي علي بن أبي طالب‌ [4].

39- قال: و من كتاب شواهد التنزيل، بإسناده إلى عبد اللّه بن عباس، في‌

[1] عين العبرة: 2/ 47.

[2] نقد الرجال للتفريشي: 4/ 99، و الغارات: 2/ 751.

[3] الطرائف: 1/ 40 ح 18.

[4] لم نجده بتمامه في الطرائف المطبوع.