responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد المفضّل نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 88

بين واحد منها وبين الأخرى وترى الناس مختلفة صورهم وخلقهم حتى لا يكاد اثنان منهم يجتمعان في صفة واحدة والعلة في ذلك أن الناس محتاجون إلى أن يتعارفوا بأعيانهم وحلاهم لما يجري بينهم من المعاملات وليس يجري بين البهائم مثل ذلك فيحتاج إلى معرفة كل واحد منها بعينه وحليته ألا ترى أن التشابه في الطير والوحش لا يضرها شيئا وليس كذلك الإنسان فإنه ربما تشابه التوأم [١] تشابها شديدا فتعظم المئونة على الناس في معاملتهما حتى يعطى أحدهما بالآخر ويؤخذ أحدهما بذنب الآخر [٢] وقد يحدث مثل هذا في تشابه الأشياء فضلا عن تشابه الصور فمن لطف بعباده بهذه الدقائق التي لا تكاد تخطر بالبال حتى وقف بها على الصواب إلا من وسعت رحمته كل شيء.

لو رأيت تمثال الإنسان مصورا على حائط وقال لك قائل إن هذا ظهر هنا من تلقاء نفسه لم يصنعه صانع أكنت تقبل ذلك بل كنت تستهزئ به فكيف تنكر هذا في تمثال مصور جماد ولا تنكر في الإنسان الحي الناطق


[١] التوأم : المولود مع غيره في بطن واحد جمعه توائم. وفي جميع النسخ توأمان وورودها هنا خطأ ظاهر ، إذ لا يجوز فيها لأكثر من فردين ، ومجيئها بهذا النصّ دلالة على التثنية فيكون معناها أربعة افراد

[٢] أي قد يشبه مال شخص بمال شخص آخر كثوب او دينار فيصير سببا للاشتباه والتشاجر والتنازع فضلا عن تشابه الصورة فانه أعظم فسادا.

نام کتاب : توحيد المفضّل نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست