منه ما حدث به المفضل في موضوع أعضاء البدن وفوائد كل منها [١] ومثل ذلك ما سأل به أبو حنيفة الإمام الصادق عن الشمس والقمر وحديث هشام الخفاف ، وتوجيه الصادق إليه بعض الأسئلة في حركات النجوم ، وعجزه عن الجواب ، ثم تفصيله هو الجواب عما سأل به [٢] وهذا كله مشابه كل الشبه لما تكلم به الصادق مع المفضل في المجلس الثالث [٣] بل لا يعدو أن تكون المضامين متفقة اتفاقا يدل دلالة قوية على ان البحثين قد صدرا من فيض علم رجل واحد.
أما كتاب الاحتجاج للطبرسي ١٨٠ ـ ٢٠٦ ط النجف فتجد فيه كثيرا من أحاديث الإمام الصادق ، واحتجاجاته الجمة مع كثير من زنادقة عصره ، وأنت تستطيع ان ترى شدة المشابهة بين تلك الاحتجاجات وبين أكثر المواضيع التي طرقها الامام في كتاب التوحيد.
١٠ ـ الاسماعيلية وكتاب التوحيد
كان الاسماعيليون في المرحلة الأولى من دعوتهم الثورية العقائدية قد تبنوا مكافحة الالحاد ، والقيام بصد الموجة الطاغية التي اجتاحت الفكر الإسلامي من جماعة الشكاكين والملحدين الذين كانوا يذهبون إلى انكار القوة الخالقة وبعث الرسل ، وأمثال ذلك من الأمور التي تتصل بالغيبيات والالهيات.